الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ممارسة الجنس مع الزوجة بوسائل الاتصال محفوف بالمخاطر

السؤال

أنا فتاة عمري 19 سنة تم عقد قراني، وقد حددنا موعد الزفاف بعد سنة تقريبا ـ إن شاء الله ـ وخطيبي في بلد آخر وقد جلس معي شهرين ثم سافرت إلى بلدي لإكمال دراستي، وهو الآن يطلب مني أن أمارس الجنس معه هاتفيا، وكنت أرفض بشدة في بداية الأمر لكنه قال لي عن معاناته ومدى احتياجه لذلك الشيء، لأنه يعيش وحيدا في بلد غربة بعيدا عن أهله كما أن أصدقاءه في العمل منحرفون سلوكيا وأخلاقيا بشكل كبير جدا، ويحاول الابتعاد عنهم، وقد حاولت مرارا أن أمنعه من ذلك الكلام، إلا أنه يترجاني بشدة ويقول لا أستطيع أن أمنع نفسي من ذلك، فكوني معي، لا أريد أن أقع في الحرام أو أخرج شهوتي في شيء محرم، فأنت لا تدرين مدى معانتي، فأوافقه في ذلك الشيء أحيانا، وهو شاب يحافظ على الصلاة ولا يترك أبدا صيام الاثنين والخميس والأيام البيض، ودائما يطلب مني الدعاء أن يعينه ربه على نفسه وألا يجعل للشيطان علينا سبيلا، ومع الأيام شعرت بأنني أصبحت أسيرة الشهوة، فمن كلماته التي كان يقولها عرفت أشياء كثيرة عن الجنس لم يكن لي علم بها، فأنا في حياتي لم أطالع أو أشاهد أي شيء عن الجنس أو العلاقات الجنسية ولم أكن أفقه شيئا عن تلك الأمور، لكنه أخبرني بها جميعا وبدأت أفهمها وينشر على صفحتي بعض الأمور التي تخص ذلك، وقد أثرت كلماته علي بشكل كبير جدا وقد أخبرته أن كلماته تؤثر علي وعلى دراستي ونفسيتي بشكل كبير جدا، أعاني من احتقان في البول ولا أدري هل هو بسبب ذلك ـ المارسات الهاتفية والتفكير في الشهوة أم لا؟ ويقول لي واعديني عندما تعودين أنك ستقضين يوما معي في شقة وحدنا، ويقول لي لا أرى شيئا في أن نذهب دون علم والديك، فليس من الضروري أن يعلم والداك كل شيء عنا، فأنا زوجك، وهذا من حقنا، لا أدري ماذا أفعل؟ وما حكم تلك الممارسات؟ وما حكم ما يأمرني به من الخروج دون علم أهلي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان قد تم عقد النكاح الشرعي فقد أصبحت زوجة لهذا الرجل، فمحادثته لك في أمر الجنس ونحو ذلك لا حرج فيه، ولكن فعل ذلك من خلال وسائل الاتصال كالأنترنت مثلا محفوف بكثير من المخاطر، إذ لا يؤمن أن يطلع أحد على ذلك، كما سبق وأن نبهنا في الفتوى رقم: 133631.

ثم إن هذا التصرف ليس فيه إطفاء لنار الشهوة كما قد يبدو، بل فيه إثارة لها مما قد يعرض المرء إلى أسباب الفتنة أو يحدث به ضررا، وما حدث لك خير دليل على ذلك، وعلى كل لا يلزمك طاعته في ذلك، ولا يلزمك أيضا طاعته فيما طلب منك من الخلوة بك بعد عودته، فإن المرأة ما دامت في بيت أبيها قبل الدخول بها، فطاعتها لأبيها لا لزوجها، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 127029.

فالذي نوصيك به أن تناصحي زوجك بأسلوب لطيف أن ينتهي عن هذا الأمر، وأن يحرص على كل ما يمكن أن يعينه على العفاف، ويجتنب كل ما يثير الشهوة، ويجتهد في إكمال الزواج في أقرب فرصة ما أمكنه ذلك، ولمزيد الفائدة تراجع الفتويان رقم: 103381، ورقم: 194929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني