الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق دعوة من وقع في الإلحاد

السؤال

لدي صديق عزيز على قلبي، أريد أن أهديه للطريق المستقيم، وكان قد ذهب في دورة للغة الإنجليزية في بلاد الغرب لمدة شهر، وكان يسكن مع عائلة غير مسلمة، فبدأت تجادله ربة المنزل الذي يسكن فيه عن الإسلام. فبدأت بسرد الأسئلة عليه، وهو لم يكن يملك العلم الكبير للرد على ما تقوله، فاقتنع بكلامها، وقال إني لا أجد تفسيرا لكلامها، إذا كلامها صحيح، وقد كنت مسلما بكلام الناس والوالدين وليس عن تفكير من عقلي، فأصبح عنده لبس كبير حول كل القضايا التي يقولها الاسلام ولا يطبقها المسلمون كالغناء، والحجاب، وحتى الصلاة التي كان من المحافظين عليها، وكل ما يخطر في باله من سؤال يجد بأن المسلمين لا يطبقونه، وليس له داع ليطيقه، وأن حياة الغرب أكثر إقناعا له.
فبات يقارن الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما يراه في التلفزيونات العلمية للغرب، ويقف بجانبها لاعتراض قول العلماء بالرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أشرف الأنبياء المرسلين والصادقين، حتى وصل به الأمر إلى أنه لم يصدق كيف سيرجع الله البصر لشخص فقد نعمة البصر بالدعاء، وجادلني من الناحية العلمية، وأنا جادلته بقوله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) وإلى الآن أجده متخبطا في آرائه لعدم علمه بالأسباب، فهو يريد بأن يقتنع بكل شيء يؤمن به ليس كبقية المسلمين الذين يرى بأنهم يؤمنون بما لا يعلمون به، سوى أنهم سمعوا شيخا يقول هذا الكلام فصدقوه، ولم يجعلوه يدور في عقولهم. وهو الآن لا يصلي، ومر عليه وقت اعتنق فيه المسيحية. فلما عرف بتفاصيلها ابتعد عنها، وهو الآن أراه لا دين له، وأريد أن أساعده لكي أبين الشبهات التي تدور في رأسه، ولكني أجده معرضا وغير مبال بعقوبة الله، وقد حذرته منها.
بماذا تنصحوني لكي أبين له ما يدور في عقله من شبهات؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإقامة في ديار الكفر لا تجوز إلا لمن يستطيع إقامة شعائر دينه، ويأمن على نفسه من الوقوع في الفتنة، وقد سبق لنا بيان ذلك، وبيان بعض ما يترتب عليه من محاذير جسيمة ومخاطر عظيمة، وذلك في الفتوى رقم: 2007.
وهذا هو السبب المباشر لوقوع صاحبك في ما وقع فيه من الإلحاد، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 20995.
وإذا أردت مساعدته للخلاص مما أصابه من شبهات ليرجع إلى دينه، فلا بد أن تطلع على الكتب الخاصة بمناقشة شبهات الملحدين، ثم تحاوره في موضوعها مستعينا بالله تعالى ومتوكلا عليه، مع الإكثار من الدعاء له بالهداية. وقد سبق لنا ذكر بعض الكتب في الرد على شبهات الإلحاد، وذلك في الفتويين: 203740، 114450. ويمكنك الاطلاع على بعض المراجع والمواقع في هذا الموضوع من خلال الفتوى رقم: 251584.

ومن جانب آخر لا بد من التعرض لموضوع محاسن الشريعة الإسلامية، واستعن على ذلك بالفتوى رقم: 188139. ومن الكتب التي يحسن الاطلاع عليها وتفيد صاحبك هذا: كتاب (أصول الدعوة) للدكتور عبد الكريم زيدان، حيث عرض فيه الإسلام كشريعة ونظام عرضا مفصلا ومختصرا، يفيد في التعرف على الإسلام كعقيدة، وشريعة، وأخلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني