الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة في قراءة القرآن ومخارج الحروف

السؤال

لدي صديق أصيب بوسوسة جعلته يعتزل صلاة الجماعة، فلم يعد يصلي مع الجماعة منذ مدة طويلة، ويجد وسوسة في قراءة الفاتحة ويشعر أنه لا ينطق ببعض حروفها، ويقرؤها بصوت مرتفع ولا يستطيع قراءة الآيات بشكل طبيعي، ودائما يكرر: الحمدلله، الحمدلله الحمدلله... ربما عشر مرات، وكذلك: اهدنا الصراط المستقيم ـ يشعر أنه لا ينطق النون، وكذلك الراء في: الصراط ـ ويجد وسوسة في قراءة التشهد ـ
ولدي سؤال عن حديث: حدثنا إبراهيم حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخزيرة قد طبختها له، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها كلي، فأبت فقلت لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع بيده لها وقال لها ألطخي وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لها، فمر عمر فقال: يا عبد الله يا عبد الله، فظن أنه سيدخل فقال: قوما فاغسلا وجوهكما، فقالت عائشة فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل معناه أن عائشة كانت تأخذ الطعام وترميه في وجه سودة ورسول الله صلى الله عليه وسلم راض بذلك ويضحك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في فتاوى كثيرة سابقة أن خير علاج لدفع الوساوس والتخلص منها بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها بالكلية وتجاهلها، واعتزال صاحبك صلاة الجماعة هو أحد النتائج السيئة للاسترسال مع وساوس الشيطان، فنصيحتنا له أن يحرك لسانه وشفتيه بالقراءة والتشهد وغيرهما من الأذكار، ثم يعرض عما يوسوس به الشيطان من أنه لم ينطق بالحرف على وجهه أو أنه لم يخرجه من مخرجه، قال ابن القيم في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزى: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس ـ ثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع والتشدق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.

وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 51601، ورقم: 125876.

ونعتذر للسائل عن عدم جوابنا عن الشق الثاني من سؤاله، إذ إن من اللوائح المتبعة في استقبال الأسئلة ألا يزيد السؤال المرسل عن مسألة واحدة، فنرجو إرسال الشق الثاني من السؤال في سؤال مستقل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني