الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يبذل القارئ لكتاب الله جهده في تعلم التجويد

السؤال

شيخنا رعاك الله: لا أعلم كيف أبدأ سؤالي لكم: فربنا تبارك وتعالى أمرنا بسؤال أهل الذكر إن جهلنا أمرٍا يتعلق بديننا وعبادتنا، ومن هذا المنطلق قررت أن أسألكم: أدرس التفسير وعلوم القرآن وأفتخر كثيرًا بهذا، وهذا من فضل الله علي ـ فله الحمد ـ أدوام يوميًا بقدر ما أستطيع أن أجعل لي وردًا من كتاب الله أقرؤه وأحاول فهمه، وإن أردت الاستزادة رجعت للتفاسير المعتبرة، ولكنني لا أجيد علم التجويد ولا أجود ما أقرأه بشكلٍ تام، ولكنني أحاول جاهدةً أن أتعلم هذا العلم الجليل وأستمع إلى تلاوة قرائنا الأفاضل وأحاول أن أقرأ كما يقرؤون، ولكن لساني ثقيل بعض الشيء وأشعر أنني لا أتقن ما أقرؤه تمامًا كما يفعل القارئ، فهل آثم لعدم معرفتي بعلم التجويد بإتقان؟ وما الواجب علي؟ أخشى أن أكون آثمة لأنني لا أتقن التجويد ولا أعرف أن أجود كلام الله كما ينبغي لي، فهل آثم إن قرأت أي سورة من منتصفها ولم أبدأها من بدايتها ولم أقرأ ما قبلها ولا ما بعدها؟ وهل آثم إن قرأت القرآن بعيني دون تحريك لساني، فأحيانًا عندما أقلب المصحف أو التفسير تمر علي آيات وأقرؤها بعيني دون أن أحرك لساني، فهل علي شيء؟ أصبحت أشعر بالخوف عندما أقلب القرآن أو التفسير، ولا أعلم ما سببه حقيقةً، وهذا الشعور خارج عن سيطرتي ولا أستطيع التحكم فيه، وهو يضايقني جدًا، وأكرهه وأعلم أنه من الشيطان ـ عياذًا بالله منه ـ فأنا دائمًا أسأل نفسي لماذا هذا الخوف؟ فكتاب ربي شفاءٌ وأمان.. ولم أكن أشعر بهذا من قبل، أخشى أن يغضب علي ربي، ساعدوني، أريد أن أتخلص من وساوس إبليس الرجيم، وأريد أن أتعلم كيف أتدبر كتاب الله تعالى، وأريد أن أتدبره حق التدبر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم يتعين عليه إبعاد الوساوس الشيطانية والمخاوف عنه وصرف ذهنه عنها وعدم الاسترسال فيها والاستعاذة بالله كلما خطرت تلك الخواطر بقلبه، ويتعين عليه كذلك الاهتمام بالقرآن تلاوة وتدبرا وعملا، فإن كان يستطيع القراءة فليكثر من تلاوته، وإن كان لا يستطيعها بسبب ضعف في القدرة على أداء بعض الحروف فليحاول إصلاح حاله بتصحيح القراءة وسماع تلاوة القراء المجيدين، وليكثر من النظر في المصحف بتدبر، ولا حرج عليه في النظر من دون نطق اللسان، لكن ذلك لا يعد قراءة ما لم يحرك لسانه وشفتيه.

وأما قراءة سورة ما، أو الابتداء بجزء منها من دون قراءة ما قبلها، أو ما بعدها: فلا حرج فيه، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على المزيد فيما يقع به الإثم من ترك التجويد، وفيما يعين على الاشتغال بالقرآن وتدبره: 6682 35857، 49450، 51239، 135867، 30338، 159303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني