الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها يتعاطى الحشيش ولا يصلي ويضربها

السؤال

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، وعندي طفلان. زوجي عصبي جدا، ويضربني لأتفه الأسباب، واكتشفت أنه يشرب حشيشا، ووعدني بأنه سيتركه، لكن اكتشفت أنه لا يزال يشرب. ولما واجهته قال لي إنه لا يؤثر فيه، مع العلم أنه أصبح يشك في تصرفاتي، وتصرفات زملائه في العمل، يعني يأخد التصرفات العادية بمعنى آخر مثلا: إذا قطع أحد في العمل ورقة، فإن هذا معناه: اذهب من العمل، وإذا سعل شخص فمعنى ذلك: أنا أقوى منك، وقد أصبح يفسر هذه التصرفات بنفس الأسلوب، ويعتقد أن الناس تقصده، وأنه عند ما يفسر الأمور بنفس الطريقة غير المباشرة هذه سيفهمون، ولا يريد أن يذهب للدكتور. ولما سألت شيخا قال لي إن عنده جنا عاشقا.
فهل السبب نفسي ولا تأثير للعشق؟ لقد مللت من حياتي معه؛ لأنه يتشاجر معي بسبب تصرفات عادية مني، ومهما حلفت له فلن يصدق. هو لا يصلي حتى الجمعة يمكن صلى 10 مرات منذ أن تزوجنا.
أرجو أن تدعو لنا بالهداية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن تدخين الحشيش أمر محرم، وفعل منكر ظاهر الضرر بالدين، والبدن، والعقل؛ وانظري الفتوى رقم: 17651
وأعظم من ذلك ترك الصلاة، فإنه من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، فالصلاة عماد الدين، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كافر خارج من الملة، وذهب الجمهور إلى التفريق بين تركها جحودا وتركها تكاسلا؛ وانظري الفتوى رقم: 177285
فاجتهدي في نصح زوجك، وإعانته على التوبة والاستقامة؛ ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة، والإقلاع عن تعاطي الحشيش، راجعي الفتوى رقم: 3830، والفتوى رقم: 106389
وحثيه على عرض نفسه على طبيب نفسي، وإذا لم يستجب لك، فوسطي بعض الأقارب ممن له وجاهة عنده ليكلمه وينصحه، فإن بقي على حاله ولم يستقم، فلتتشاوري مع العقلاء من أهلك، وتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين، ونوصيك بالاستعانة بالله، وكثرة دعائه فإنّه قريب مجيب.
نسأل الله أن يهدي زوجك ويصلح أمره، ويعافيه، ويتوب عليه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني