الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يغتسل من الجنابة منذ عدة سنوات جهلا فهل يكفيه غسل واحد

السؤال

كان علي الكثير من الجنابة، فمنذ سنوت لم أغتسل بسبب الجهل، واغتسلت بنية آخر جنابة، فهل تكفي النية عن السابقات أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمَن كان عليه أكثر من جنابة، فالأصل أنه يكفيه غسل واحد، جاء في المجموع للنووي: وأما الغسل: فلا يلزمه إلا غسل واحد ولو أجنب ألف مرة وأكثر. انتهى.

وإذا كنت لم تغتسل من الجنابة عدة سنين جهلا, ثم اغتسلت بنية الجنابة الأخيرة فقط, ولم تنو عدم الغسل من الجنابات السابقة، كفاك غسلك هذا, أما إن كنت قد نويت أن الغسل لا يشمل الجنابات السابقة، فإن غسلك يجزئ عن الجنابة الأخيرة فقط دون ما سبقها.

وبالتالي، فلا بد من أن تقوم بغسل جديد عما عليك من جنابة سابقة، جاء في كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع: وإن اجتمعت أحداث متنوعة ولو كانت متفرقة في أوقات توجب وضوءا كالبول والغائط والريح والنوم، أو توجب غسلا كالجماع وخروج المني والحيض، فنوى بطهارته أحدها ارتفع هو ـ أي الذي نوى رفعه ـ وارتفع سائرها، لأن الأحداث تتداخل، فإذا نوى بعضها غير مقيد ارتفع جميعها، كما لو نوى رفع الحدث وأطلق، وإن نوى أحدها ـ أي الأحداث ـ ونوى أن لا يرتفع غيره لم يرتفع غيره، لأنه قد تطهر بنية بقاء غيره من الأحداث، فلم يرتفع سوى ما نواه، وإلا لزم حصول ما لم ينوه. انتهى.

ثم إنا ننبهك على أنه يجب عليك قضاء ما مضى من الصلوات التي صليتها وأنت جنب, فإذا كنت ضابطا لعددها فالأمر واضح, وإن جهلت العدد فواصل القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة, وهو مذهب جمهور أهل العلم, وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم, بعدم وجوب القضاء, والراجح مذهب الجمهور وهوالأقرب للورع والاحتياط في الدين, وراجع الفتوى رقم: 166153.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني