الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى وجوب طاعة الابن لأبيه في أمره بالزواج

السؤال

فضيلة الشيخ حفظكم الله: أودّ منكم توجيه أخ لي في الله يواجه مشكلة مع والده تتعلق بالزواج, إن أخي هذا لا يريد الزواج ووالده يلح عليه بهذا الأمر وهو لا يريد الزواج بحجة أنه لا يريد أن يظلم من سيأخذها إن تزوج, إذ قد يكون وصلت لديه حالة من القهر وعقدة من الزواج وذلك حسبما يقول بسبب أبيه, إذ قبل سنين كان هذا الأخ قد خطب فتاة تقرب له ـ بنت خاله وأمها بنت عمه ـ فقد كان يريد الزواج منها وكان أبوه موافقا على ذلك لدرجة أنه أراد تزويج ابنته لخال تلك الفتاة وابن عم أخي هذا، وهذا الرجل ـ خال الفتاة يدخن ـ فرفض أبوه تزويج ابنته وتزويج أخي هذا من تلك الفتاة وتحجج بأكثر من سبب منها ـ نأخذ منهم ولا نعطيهم!! حسب قوله ـ وتحجج بالنقود وبتغريب النكاح، وأخي هذا كانت علاقته مع دار أقاربه هؤلاء طيبة جدا حيث قال لي إنه كان يجد الراحة في بيتهم أكثر من بيت أهله!! لكن هذا الأب رفض رفضا تاما وقتها وأصاب أخي هذا الحزن والضيق خاصة بعد زواجها من شخص آخر وهدد أباه أنه لن يتزوج من أخرى حتى وصل به الحال أنه إلى الآن يعاني من تشتت الذهن وقد ينسى أمورا كثيرة ـ مع أنه نسي موضوع تلك الفتاة حسبما أعتقد ـ وكان أبوه حسب قوله آخذا الموضوع بنوع من اللامبالاه, وسبحان الله هو الآن يلح على أخي بأن يتزوج بعد أن رأى من لديه أولادا وقد تزوجوا ورزقهم الله بذرية فأصبح يلح عليه ويسأله متى تريد أن تتزوج، وأخي هذا يرفض الفكرة ويتحجج بالنقود ـ وهي ليست بتلك الحجة فهو بفضل الله تعالى يعمل في خبازة المعجنات أسأل الله أن يبارك له فيه حتى إن أباه أصبح يشك فيه ويسأله أين تذهب بالنقود!! وطلب مني أن أراسلكم ليعرف ماذا يفعل فهو يريد إرضاء والده وفي نفس الوقت لا يريد أن يظلم من يريد أن يتزوج بها وهو لا يعتني بنفسه إذ حاليا يعاني من أمراض متعددة مثل الدوالي في القدمين والساقين ويمكن أنها امتدت لأكثر الساقين ودسك في الظهر وذلك بسبب عمله الذي يتطلب البقاء واقفا مدة طويلة من الزمن وتسوس كثير في أسنانه وقد نبهته على ذلك لكنه بسبب عمله وانشغاله المستمر وعدم عنايته بنفسه فهو مقصر في ذلك فقد يخاف أن يظلم الفتاة التي قد تتزوج به آسف على الإطالة لكن فضيلة الشيخ ما توجيهكم لأخي هذا؟ وهل هذه الأمراض يجب أن يخبر بها إن أراد الزواج؟ وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على هذا الرجل أن يطيع أباه ويتزوج ـ ما لم يكن عليه ضرر في الزواج ـ قال المرداوي رحمه الله: هل يجب بأمر الأبوين، أو بأمر أحدهما به؟ قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في رواية صالح، وأبي داود: إن كان له أبوان يأمرانه بالتزويج: أمرته أن يتزوج، أو كان شابا يخاف على نفسه العنت: أمرته أن يتزوج، فجعل أمر الأبوين له بذلك بمنزلة خوفه على نفسه العنت.

ولا يجب عليه أن يبين لمن يخطبها ما أصابه من مرض؛ كدوالي الساقين وآلام الظهر وتسوس الأسنان، فالعيوب التي يجب بيانها والتي يثبت بها حق الفسخ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 53843.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني