الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بثقل الصلاة من تلبيس إبليس

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير للمسلمين.
أنا شاب مسلم، أحب الله وأتمنى رضاه، لكن لدي مشكلة فأنا أحاول الالتزام بالصلاة، ولكنني أحسها في غاية الصعوبة، وقد علمت أن هناك من العلماء من يرى أن تارك الصلاة كسلا يعتبر كافرا والعياذ بالله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الهداية والثبات، ثم اعلم أن ما ذكرته من كون بعض العلماء يرون كفر تارك الصلاة كلام صحيح، وحتى من لا يقول بكفره من أهل العلم فإنه يراه شرا من الزاني، والسارق، وشارب الخمر، وقاتل النفس؛ وانظر الفتوى رقم: 130853

فحذار حذار أيها الأخ من هذا الذنب العظيم، فإنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة كما قال عمر رضي الله عنه، واعلم أن ما تشعر به من ثقل الصلاة إنما هو من تلبيس الشيطان عليك، فجاهد نفسك حتى يذهب الله عنك هذا الشعور باستثقال الصلاة، ثم إن الله بالمجاهدة سيبدلك حلاوة، وانشراح صدر تشعر به إذا حافظت على الصلاة، فإنها قرة عين المؤمنين كما قال صلى الله عليه وسلم: وجعلت قرة عيني في الصلاة. رواه أحمد والنسائي. واعلم أنك بيسير المجاهدة ستتمكن بإذن الله من الحفاظ على الصلوات في أوقاتها وبخاصة مع استغلال هذه الأزمان الشريفة التي تصفد فيها الشياطين، والله تعالى لا يخيب من جاهد نفسه فيه مخلصا صادقا كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. واصحب أهل الخير فإن صحبتهم من أعون الأشياء على القرب من الله تعالى وابتغاء مرضاته، واجتهد في الدعاء واللجأ إلى الله سبحانه أن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، وأكثر من التفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، فإن ذلك يبعث في نفسك الخوف من الله تعالى والفرار من عقوبته، نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني