الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينقض الوضوء بمجرد الشك

السؤال

أعاني من غازات تخرج عند الصلاة، وهذه الغازات متقطعة, بحيث إنها قد تخرج في الصلاة, أو لا تخرج، ولكنها تخرج مني في أغلب الصلوات؛ فأضطر لإعادة الصلاة مرتين أو ثلاث، وإن لم أعد الصلاة فإني أعيد الوضوء؛ لأنها تخرج بمجرد أن أقف على سجادة الصلاة، وأحيانًا تصعب الصلاة عليّ, فأصليها بسرعة ودون خشوع, بل أفكر في تلك الغازات فقط - كما وضحت - فهي تخرج بصورة متقطعة, ومفاجئة, ولكنها تكثر جدًّا عند الصلوات؛ حتى أني أصبحت أحمل همّ كل صلاة، أما خارجها فتخرج مرة أو اثنتين أو لا تخرج، ولا أعرف وقتًا معينًا تنقطع فيه؛ لأنها تأتي مضطربة، والمشكلة أنني لا أعرف إن كانت وساوس أو حقيقة, ولكنني أسمع صوتها، وأخاف أن أكمل صلاتي فأعذب بهذا، ففي أول الأمر ثقلت عليّ الصلاة، ثم بدأت أشعر بالسخط من هذا -ربنا يسامحني- ثم تطور الأمر فأصبحت أجد وساوس قبيحة جدًّا في داخلي, وأخاف أن أهوي بها في جنهم، فماذا أفعل؟ وهل يمكن أن آخذ حكم سلس الريح في حالتي هذه لتذهب عني هذه الوساوس, ويطمئن قلبي؟ أريد حكم حالتي لأني قرأت معظم فتاوى سلس الريح, ولا أعرف هل يمكن أن آخذ بها؟ علمًا أنها تكون مفاجئة, ولا أعرف لها وقتًا معينًا, فبالله عليكم أن تريحوني - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فاعلمي أولًا - أيتها السائلة - أن من توضأ لم يُحكم بنقض وضوئه بمجرد الشك, إذ اليقين لا يزول إلا باليقين لا بالشك, وكونك لا تعلمين هل ما تجدينه هو حقيقة أو وساوس إنما يدل على أنك مصابة بالوسوسة, إذ الموسوس قد تصير عنده الأوهام بمنزلة الحقائق, وخير شاهد على هذا قولك: المشكلة أنني لا أعرف إذا كانت وساوس أو حقيقة, ولكنني أسمع صوتها، فكيف يتصور أن يشك فيها بعد سماع صوتها؟!.

والذي يمكننا قوله لك هو أنك إن تيقنت من خروج الريح يقينًا لا يتطرق إليه الشك أبدًا, وكان الريح يخرج بشكل مستمر بحيث لا تجدين وقتًا تصلين فيه بطهارة صحيحة، أو كان لا ينضبط وقت انقطاع خروج الخارج منه بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى, ويوجد تارة ولا يوجد أخرى, فأنت حينئذ مصابة بسلس الريح, وتجري عليك أحكام صاحب السلس, وانظري الفتوى رقم: 151647،عن علاج من يتوهم أنه خرج منه ريح, والفتوى رقم: 100044، عن وضوء وصلاة صاحب سلس الريح، وكذا الفتوى رقم: 125091.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني