الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إذا شاهد أحد فيديو أو أغنية في اليوتيوب يأخذ إثم كل من شاهدها؟

السؤال

هل إذا شاهد أحد فيديو أو أغنية في اليوتيوب يأخذ إثم كل من شاهدها؟ أشاهد أفلام الكرتون للمتعة وقد تكون مرفقة بالأغاني، ولكنني أتجاوز الأغاني وأنصح رافع الحلقة بحذف الأغاني والمقاطع المخلة، فهل علي إثم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا شاهد شخص فيديو محرما أو أغنية محرمة فعليه إثم ما أقدم عليه ، ولا يناله إثم من شاهد ذلك الفيديو أو الأغنية لقوله تعالى : ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى .. ( الأنعام : 166 )، لكن إذا كان الشخص المذكور قد ساهم في نشر ذلك الفيديو أو الأغنية أو دعا غيره إليهما فإنه يناله إثم كل مشاهدة محرمة كان سببا في حصولها لأن الإعانة على معصية الله محرمة وقد قال تعالى : ..ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، (المائدة :3) ، قال الإمام ابن كثير في تفسيره تعليقا على قوله تعالى : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ... ، (النحل :25) : ليتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ويوافقونهم أي يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم ، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم ، كما جاء في الحديث من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا، انتهى.

وبخصوص الأفلام الكرتونية فتجوز مشاهدتها بالضوابط الشرعية كما سبق في الفتوى رقم : 108497 ، وإذا تجاوزت الأغاني التي مع الأفلام الكرتونية ولم تسمع منها شيئا أو استمعت إلى اليسير منها من غير قصد فلا إثم عليك لأن المحرم إنما هو قصد الاستماع إلى الموسيقى ، وأما مجرد السماع دون قصد فلا يأثم به المكلف كما بينا بالفتوى رقم : 230323 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني