الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سكنُه في المدينة خارج حدود الحرم النبوي فهل يدخل الوقت بأذان الحرم؟

السؤال

يا شيخ: فتاة تسكن في المدينة المنورة خارج حدود الحرم، وفي أحد الأيام صلت المغرب مع أذان الحرم، وحسبما تقول فإنها انتظرت انتهاء أذان الحرم ثم صلت, وهي لا تتذكر جيدًا، لكن هذا ما يغلب على ظنها، وبعد الصلاة أو أثناءها سمعت أذان المسجد في حيِّها أو كانت الإقامة، ليست متأكدة، فهل تعتبر صلاتها خارج الوقت؟ صار عندها شك من أنها لم تنتظر نهاية الأذان في الحرم, وأن وقت المغرب ربما لم يدخل بعد، مع العلم أن الفرق بسيط جدًّا بين أذان الحرم وأذان حيِّهم، وقد يسبقه في بعض الأيام، فما رأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصلاة إنما تجزئ بعد دخول الوقت، فمن تيقن أو غلب على ظنه أن الوقت قد دخل جاز له أن يصلي الفرض, سواء أذن أو لا، ويجوز أن يعمل في دخول الوقت بأذان المؤذن الثقة، فإن صلى وقد غلب على ظنه أن الوقت قد دخل ثم لم يتبين له الخطأ فصلاته صحيحة مجزئة، وبه تعلمين أن صلاة هذه المرأة صحيحة لا تلزمها إعادتها ما دامت قد عملت بأذان المؤذن الثقة, والظاهر أن لها أن تعمل بأذان الحرم النبوي ما دامت تسكن بالمدينة على ساكنها الصلاة والسلام، وإذ لم يتبين لها أنها صلت قبل الوقت فصلاتها صحيحة على ما مر، قال البهوتي ـ رحمه الله ـ في الروض: ويعمل بأذان ثقة عارف، فإن أحرم باجتهاد بأن غلب على ظنه دخول الوقت - لدليل مما تقدم - فبان إحرامه قبله فصلاته نفل؛ لأنها لم تجب، ويعيد فرضه، وإلا يتبين له الحال، أو ظهر أنه في الوقت، فصلاته فرض، ولا إعادة عليه؛ لأن الأصل براءة ذمته. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني