الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الدليل على أن عددَ منازل القمر 28؟

السؤال

ما الدليل على أن عددَ منازل القمر 28؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا السؤال من جنس السؤال عن دليل كون الشهر تسعا وعشرين أو ثلاثين يوما !! فهذه أمور اصطلاحية تدرَك بالحس أو المشاهدة أو الحساب.

قال الدكتور عبد المجيد المشعبي في كتاب: (التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام): اتفق الفقهاء على اعتبار النجوم من الدلائل التي تدل على جهة القبلة عند خفائها، وعلى أنها من أقوى الأدلة على ذلك، وعلى ضرورة أن يتعلمها المسافر، مستدلين بقوله تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}. واتفقوا أيضاً على أن المواقيت تؤخذ من الأهلة، وأنها هي المعتبرة في مواقيت الناس ومواقيت العبادات، كما أن الشمس دليل على أوقات الصلوات. كما ذهب العلماء إلى أن ما يمكن معرفته عن طريق الحس أو المشاهدة، أو الحساب أو نحو ذلك يجوز تعلمه كالعلم بأسماء الكواكب، ومناظرها ومطالعها ومساقطها، ومعرفة بعد الكواكب عن الأرض، ومقدار ما تقطعه الكواكب في أفلاكها، ومعرفة منازل القمر، والبروج الاثني عشر، ودرجات الفلك ونحو ذلك، واستدلوا على ذلك بأدلة ـ فذكر جملة من الأدلة وكان آخرها ـ ما أخرجه مالك، والخطيب البغدادي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال في قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}: "هي ثمانية وعشرين منزلاً ينزلها القمر في كل شهر أربعة عشر منها شامية، وأربعة عشر منها يمانية ... " وإجماع السلف على القول باستدارة الفلك. اهـ.
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ): وهي اثنا عشر برجًا، فمسير القمر في كلّ برج منها يومان وثلث، فذلك ثمانية وعشرون منزلا ثم يستسرّ ليلتين، ومسير الشمس في كلّ برج منها شهر. اهـ.
وعلى ذلك أطبق المفسرون وغيرهم من أهل العلم. وراجع الفتوى رقم: 37831.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني