الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما هممت بالاغتسال من الإنزال المتكرر أحس بإثارة وشهوة فما الحل؟

السؤال

أولًا أشكركم على هذا المنتدى الرائع الذي بذل فيه مجهود لا يخفى على أحد. أحس بالأعراض التالية منذ الطفولة: النسيان بشكل رهيب, وعدم التركيز, وأحس بطاقة جنسية زائدة، وأنا منطوية جدًّا، وأحيانًا تدور داخل ذهني مناقشات كثيرة جدًّا، ومشكلتي هي الطهارة للصلاة، فيحدث لي إنزال كثير، وهذا يجعلني لا أستطيع حفظ القرآن والصلاة؛ لعدم وجود وقت للاغتسال، فبمجرد الاغتسال أحس بأشياء تتحرك حول منطقة العورة - كأنها كهرباء خفيفة, وإثارة, وإنزال - وبدأت أحفظ سورة البقرة؛ لأنني سمعت من أحد المشايخ أنها تحفظ من السؤال كلما كنت أكثر دراية بها، وتنفيذ لها، وكلما هممت بالقراءة، فإنني إما أن أنام, وإما أن يحدث لي إنزال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر أنك مصابة بشيء من الوسوسة، ونحن نحذرك من الوساوس, ونحثك على مجاهدتها, والسعي في التخلص منها.

وأما ما يخرج منك من إفرازات: فإن كان منيًّا فيجب منه الغسل، وإن كان مذيًّا فيجب منه الوضوء مع تطهير ما أصابه، وإن كان من رطوبات الفرج فيجب منه الوضوء فحسب، وانظري الفتوى رقم: 110928.

ولا يجب عليك الاغتسال إلا إذا تحققت من خروج المني, وتيقنت من ذلك يقينًا جازمًا، وعند الشك فإنك تتخيرين فتجعلين للخارج حكم ما شئت من المشكوك فيه، وانظري الفتوى رقم: 158767.

واجتهدي في حفظ القرآن, واشغلي نفسك بذكر الله تعالى وطاعته.

وأما الطاقة الجنسية: فإن رزقك الله من يتقدم لخطبتك ممن يرضى دينه وخلقه فبادري بالزواج، وإلى هذا الحين فأكثري من الصوم, واشتغلي بطاعة الله تعالى, واطردي عنك الخواطر وأفكار السوء، وارقي نفسك بالقرآن والرقى والتعاويذ الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن في ذلك خيرًا عظيمًا، وبها تشفين ـ بإذن الله ـ من كل ما تشتكين منه، وسواء كان بك مس أو لا، فإن الرقى من أنفع العلاجات وأمثل الأدوية - إن شاء الله -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني