الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة البسملة بإسكان أواخرها, وحكم تشديد لام الضالين

السؤال

هل تجوز قراءة بسم الله الرحمن الرحيم دون كسر آخر حرف من كل كلمة؟ وما الحكم في كلمة الضالين في سورة الفاتحة؟ وهل نشدد حرف اللام أو نخففه؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن التعمد لإسكان الميم والهاء والنون في البسملة عند الوصل لا يجوز؛ لما فيه من مخالفة ما أطبق عليه القراء من تحريك هذه الكلمات بالكسر حال الوصل، وإذا كان أهل العلم حرموا القراءة بالشاذ الذي روي قراءة شاذة، فيحرم من باب أولى تغيير الحركات بما لم تأت به رواية، قال النووي - رحمه الله تعالى -: ونقل الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشاذ، وأنه لا يصلى خلف من يقرأ بها، قال العلماء: فمن قرأ بالشاذ إن كان جاهلاً به، أو بتحريمه عُرِّف ذلك، فإن عاد إليه بعد ذلك، أو كان عالماً به عزر تعزيراً بليغاً إلى أن ينتهي عن ذلك، ويجب على كل مكلف قادر على الإنكار أن ينكر عليه، فإن قرأ الفاتحة في الصلاة بالشاذة، فإن لم يكن فيها تغير معنى ولا زيادة حرف ولا نقصه صحت صلاته، وإلا فلا. انتهى.

وأما تشديد اللام في كلمة الضالين: فهو واجب، ولا يجوز تركه، ولا تصح صلاة من تركه عمدًا، فقد قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح المهذب: تجب قراءة الفاتحة في الصلاة بجميع حروفها وتشديداتها، وهن أربع عشرة تشديدة في البسملة منهن ثلاث، فلو أسقط حرفاً منها، أو خفف مشدداً، أو أبدل حرفاً بحرف مع صحة لسانه لم تصح قراءته.... اهـ.

وقال المرداوي الشافعي في الحاوي: فأما تشديد آيات الفاتحة في الصلاة فهي أربع عشرة تشديدة، فإن ترك التشديد لم يجز؛ لأن الحروف المشددة تقوم مقام حرفين، فإذا ترك التشديد صار كأنه قد ترك حرفًا, فلذلك لم يجز, فإن حكي عن الشافعي غير هذا، فليس بصحيح... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني