الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إن أخبر طبيب واحد بضرر استعمال الماء فهل يؤخذ بقوله ويُتيَمم للصلاة؟

السؤال

أنا مصابة بمرض الجدري المائي ـ وهو مرض جلدي يظهر على هيئة حبوب مليئة بالماء ـ وقد أخبرتني الطبيبة بتجنب استعمال الماء حتى أشفى، وعندنا أيضًا يقول عامة الناس ذلك، وبحثت في الإنترنت فلم أجد أي طبيب قال بهذا القول؛ لذلك كنت أتوضأ للصلاة، ولكنني لاحظت أن الحبوب كثيرة في وجهي ويدي، ولا أدري هل هذا من طبيعة المرض أم لأنني استعملت الماء, مع العلم أن قدمي ليس فيها حبوب كثيرة، فهل أتيمم للصلاة؟ أم أواصل الوضوء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتيمم يكون مشروعًا إذا كان استعمال الماء يترتب عليه حصول مرض, أو زيادته, أو تأخر شفاء، ويعرف ذلك بالتجربة, أو بإخبار طبيب عارف موثوق بخبره, ثم إنا ننصحك بسؤال طبيب آخر، أو أكثر لتعلمي أكثر عن حقيقة المرض هل يضر معه استعمال الماء أم لا؟ جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز:

س: أصبت بمرض، بسببه أجريت لي عملية في المستشفى، وعند طلوعي من المستشفى أفادني الطبيب المختص بأنه يجب عليّ عدم الغسل بالماء لمدة خمسة شهور بما فيها شهر رمضان المبارك، أرجو إفادتي، هل أبقى على ما قال الطبيب خمسة شهور، أم أغتسل وأصلي وأصوم رمضان؟ وما الحكم في الفروض التي أصليها بدون وضوء؟

ج: الظاهر أن لك عذرًا في ذلك بعدم الغسل، تتيمم عن الجنابة، لكن من باب الاحتياط ينبغي سؤال غيره من الأطباء الذين لهم خبرة في هذا الأمر، ينبغي التأكد من سؤال طبيب ثان، ولا سيما الأطباء المسلمون الذين يوثق بهم، إذا أخذت الحيطة بسؤال ثان، أو ثالث، هذا طيب، أما إذا كان هذا الذي أخبرك هو الطبيب المختص, وهو الذي تولى العلاج، وأنت مطمئن إلى خبره، لا يظهر لك منه ما يدل على التساهل بالإسلام، أو كراهة للإسلام - الحمد لله - هذا من أمور الطب، ومما يخشى منه الخطر لو خالفته، فلا بأس أن تأخذ بقوله، ولا تغتسل حتى تمضي المدة احتياطًا لصحتك ولسلامتك، ولكن من باب الاحتياط ومن باب التوثق ينبغي أن تسأل طبيبًا آخر، أو طبيبين إذا تيسر ذلك من باب الحيطة. انتهى.

فإن تعذر عليك وجود طبيب مختص, فلا مانع من الأخذ بقول تلك الطبيبة إذا كنت تطمئنين إلى صدقها, وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 99630.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني