الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأخذ بالرخص للحاجة

السؤال

منذ سنتين تقريبا أصبحت بعد التبول يستمر معي نزول البول لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ولو قمت قبل ذلك فإنني أشعر بالرغبة في التبول مرة أخرى وأذهب إلى الحمام للتبول وأجلس نصف ساعة، وأحيانا بعد ذلك وأنا أصلي أشعر بنزول قطرات ولا أستطيع التأكد منها لأن ملابسي باستمرار مبلولة من الاستنجاء والتطهير من البول، ولا أستطيع بعد التبول أن أتحفظ، وأخرج من الحمام وأجلس حتى ينقطع البول وأذهب مرة أخرى إلى الحمام للاسنجاء كما قرأت لكم في فتاوى عديدة، لأن فية مشقة علي حيث إنني مصابة منذ الصغر بمرض ضمور في العضلات، فحركتي في البيت مقصورة على الحمام، إما أن أستند على الحائط للذهاب، أو أن أمي أو أخي يسندانني للذهاب إلى الحمام.... فبعد الوضوء أجلس على الكرسي للصلاة، وبمجرد الجلوس يتم الضغط على المثانة وأشعر بنزول قطرات بول مرة أخرى عند الركوع والسجود، وبعد الصلاة أغير ملابسي الداخلية وأمسح الكرسي الذي أصلي عليه، ضاقت نفسي والله يا شيخ، ولو لا مرض جسدي ما كنت أتضايق، أنظر إلى أصحابي... يدخلون الحمام ويتوضئون في أقل من خمس دقائق وليست لديهم مشكلة، أكره دخول الحمام، مع أنني أصلي الظهر والعصر مع بعض، والمغرب والعشاء مع بعض، أبول في اليوم على الأقل 6 أو 7 مرات، في كل مرة نصف ساعة، وما ينزل مني بعد التبول أحيانا يكون قطرات متقطعة وأحيانا كمية من البول، فماذا أفعل؟ فأنا مختلفة عن أي حالة قرأتها من قبل بسبب طول تقطيع البول وقلة الحرك،ة أشعر أن صلاتي لا تقبل بالرغم من تعبي واجتهادي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ونسأله تعالى أن يجعل ما يصيبك من البلاء في ميزان حسناتك، ثم الذي ننصحك به هو أن تقضي حاجتك بصورة طبيعية ثم تخرجي من الخلاء، فإذا عرض لك شك في أنه قد خرج منك شيء من البول فلا تلتفتي إليه، وإذا تيقنت خروجه يقينا جازما فإنك تعودين وتستنجين وتتوضئين للصلاة، والذي يظهر لنا أن هذا أرفق بك من أن تبقي في الخلاء هذه المدة الطويلة، فإن شق عليك فعل هذا أيضا، فإن فقهاء المالكية يسهلون في مثل هذه الحال ولا يوجبون إزالة النجاسة التي تخرج بغير اختيار الشخص ولو مرة في اليوم، فنرجو ـ مع ما ذكرت من المشقة والمرض ـ أن يكون لك سعة في الأخذ بمذهبهم وألا تلزمك إزالة تلك النجاسة، لكن تتوضئين إذا تيقنت انقطاع خروج البول، ولتفصيل مذهب المالكية في هذه المسألة انظري الفتوى رقم: 75637.

وقد بينا في الفتوى رقم: 134759، أن الأخذ برخص بعض العلماء للحاجة ليس مما يذم، ونتصور أنك لو عملت بهذا القول ريثما يعافيك الله تعالى زالت عنك هذه المعاناة التي تصفينها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني