الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحوار الإسلامي المسيحي...نظرة شرعية

السؤال

مارأيكم في الحوار الإسلامي المسيحي وماهي فوائده ومضاره وكيفية إيجاده ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمسلمون مأمورون بالدعوة إلى الله تعالى، ونشر الإسلام، وتبليغ الدين الحق للنصارى وغيرهم، كما قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن [النحل:125].
وقال: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.
ولا شك أن هذه الدعوة تتطلب عقد مجالس للحوار، والنقاش، وعرض الإسلام، وإبطال ما خالفه من الأديان والمذاهب، والفائدة المرجوة منه هو:
1- حصول الهداية للمدعو.
2- أو إقامة الحجة عليه ليهلك من هلك عن بينة.
3- تنفيذ المسلم لأمر ربه في الدعوة والتبليغ.
4- الوصول ببعض الكفار إلى موقف الحياد أمام دعوة الإسلام في حال عدم دخولهم فيه، وذلك مما يرونه من سطوع أدلته، وما يقفون عليه من جوانب عظمته.
وأما المضار التي تترتب أحياناً على هذه الحوارات فمنها:
1- أن يدخل في هذا الحوار من لا يحسن عرض الإسلام، فيكون عرضه مشوها لجمال الإسلام.
2- مشاركة غير المختصين في هذه الحوارات مما يؤدي إلى فتننة بعضهم أو تشككة فيما هو عليه من الحق.
3- طرح هذه الحوارات أمام العامة، وهذا خطر عظيم، إذ يمكن أن يخفق المحاور في عرض حجته فيكون فتنة لهؤلاء الحاضرين.
ولهذا ينبغي أن تقتصر هذه الحوارات على أهل العلم الراسخين فيه، وأن لا يلجأ المحاور إلى مناظرة عامة إلا في حالات خاصة وفق ضوابط ومعايير محددة تضمن بيان الحق وعدم إثارة الشبه قدر الإمكان.
4- مشاركة بعض الضلال أو الجهال في هذه الحوارات.. كالذين يعتقدون أن المسلمين والنصارى واليهود جميعاً على ملة إبراهيم عليه السلام، وأنه يمكن توحيد هؤلاء جميعهم لمواجهة الإلحاد والوثنية!! وأعظم من ذلك انحرافا قول بعضهم: إن اليهود والنصارى الآن ليسوا كفاراً، وإنما هم أهل كتاب!! وقد بينا سابقاً أن هؤلاء كفار، مع كونهم أهل كتاب، وأن الحكم عليهم بالكفر أمر معلوم من الدين بالضرورة، انظر الفتوى رقم:
2924.
فمشاركة هؤلاء الضلال في هذه الحوارات يسهم في إضلال النصارى، وإغوائهم، وصدهم عن دين الله الحق، فماذا الذي يدعو النصراني إلى التخلي عن دينه إذا لم يكن ثمة فرق كبير بين الإسلام والنصرانية؟‍!
كما أن دعاة التنصير يستغلون التصريحات البلهاء التي تخرج من دعاة التقريب هؤلاء لتكون سندا لهم في ترويجهم للنصرانية بين المسلمين.
فهذه بعض المضار التي يمكن أن تترتب على الحوارات الإسلامية النصرانية إذا قام بالحوار من ليس أهلاً له.
وهذا الحوار يحسن أن تشرف عليه جهات علمية دعوية لتختار له الأشخاص المناسبين، والمكان والظرف المناسب، مع دعمهم المحاورين بما يحتاجونه من كتب وأشرطة وغيرها من وسائل الدعوة.
لكن الأمر لا يقتصر على هذه الجهات، بل كل مسلم متمكن من دينه، مطلع على دين النصارى، وما فيه من خلل وانحراف لا ينبغي أن يفوت الفرصة في دعوة ومحاورة من يلقاه من أهل الكتاب.
ونحيلك على بعض الفتاوى السابقة المتصلة بهذا الموضوع للاستفادة:
19218
10326
8210
2105
9732
14742.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني