الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بمتابعة أمور الأسر الراغبة بتبني الأطفال

السؤال

أعمل موظفة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية ‏بتونس، وأتعهد في إطار عملي بالقيام بعدة مهام، ‏ومن ضمن هاته المهام: القيام ببحث ميداني ‏اجتماعي خاص بعائلة ترغب في تبني طفل، ‏وكتابة تقرير خاص بهاته الأسرة، ومتابعة الوضع ‏الاجتماعي، وإرساله إلى الإدارة المكلفة بإصدار ‏قرار التبني.
سؤالي هو: هل علي إثم في ذلك، مع ‏العلم أني مجبرة على القيام بذلك من طرف رئيسي ‏بالعمل، كما أني أخبر الأسرة بحرمة التبني في ‏الإسلام؟
أرجو إفادتي والرد في أسرع وقت مع ‏الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود مجرد كفالة الأيتام، ومجهولي النسب -ممن فقدوا الراعي والأسرة- فهذا من أعمال البر التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا، وهذا مما يدخل تحت قوله سبحانه: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {الحج:77}. فلا حرج في فعله، والإعانة عليه، والسعي فيه؛ وانظري الفتويين: 3152، 7818.

وأما لو كان المقصود التبني أن يدعى الطفل إلى غير أبيه وأمه، فهو حرام لا خلاف في حرمته؛ لأن الله سبحانه قد أبطل ذلك وحرمه، فقال سبحانه: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {الأحزاب: 5}. ويترتب عليه كثير من المفاسد والمحاذير الشرعية، فلا يجوز فعله، ولا السعي فيه، ولا الإعانة عليه؛ قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. ولا يكفي مجرد إعلام الأسرة بحرمة هذا النوع من التبني إذا كان فعله ينبني على التقرير المذكور؛ وانظري الفتويين: 27090، 32352.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني