الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سجود من لم يمس خنصره الأرض

السؤال

ذهبت إلى عياده الأسنان في رمضان الماضي, وتحتم عليّ استعمال معقم للمضمضة, وبلعته, فهل يبطل ذلك صيامي؟ وهل عليّ القضاء؟ وفي يوم آخر أخرج المكيف المنزلي دخانًا كثيفًا واستنشقت منه الكثير؛ نظرًا لعدم قدرتي على منعه, وكان بمقدوري تغطية نفسي لكني لم أفعل ونمت, فهل يجب عليّ القضاء؟ وعند سجودي لا يصل إصبعي الخنصر أحيانًا فهل سجودي باطل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد ابتلعت المعقم المذكور من غير قصد, بل غلبة أو نسيانًا, فصيامك صحيح, ولا قضاء عليك, جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: إذا احتاج الصائم إلى علاج أسنانه في أثناء الصيام فلا بأس بذلك، مع التحفظ التام من وصول شيء إلى حلقه من الأدوية أو آثار العلاج، وإن وصل شيء إليه بغير اختياره فلا حرج عليه. انتهى

كما أن استنشاقك لدخان التكييف لا يؤثر على صحة الصوم، وراجع الفتوى رقم: 892.
والسجود مطلوب على الأعضاء السبعة امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة ـ وأشار بيده إلى أنفه ـ واليدين, والركبتين, وأطراف القدمين. متفق عليه، واللفظ للبخاري.

وجمهور أهل العلم على أن السجود على هذه الأعضاء مستحب, وليس بواجب خلافًا للحنابلة، كما تقدم في الفتوى رقم: 106012.

ومن سجد على أصبع واحدة من قدمه فإنه يكون قد امتثل الأمر بالسجود على الأعضاء السبعة، ففي مطالب أولي النهى للرحيباني: ويجزئ بعض كل عضو في السجود عليه؛ لأنه لم يقيد في الحديث في الكل. انتهى.

وفي البحر الرائق لابن نجيم الحنفي: ويكفيه وضع أصبع واحدة، فلو لم يضع الأصابع ورفع ظهر القدم، فإنه لا يجوز. انتهى
وعلى هذا, فعدم وصول الأصبع الصغير للأرض عند السجود لا يبطل الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني