الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفيسر قوله تعالى (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ)

السؤال

ما حكم قول أحدهم: (أنا متأكد من هذا الشيء مثل الله واحد)، على سبيل توكيد الكلام ومدى صدق الشخص أحيانًا؟ وهل ينطبق قول الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه الكريم: (فلا تضربوا لله الأمثال...) على مثل هذا الكلام؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان الشخص متيقناً لما ذكر، ويريد أن يؤكد للسامع الحقيقة، فقال هذا القول: الله واحد. فنرجو ألا يكون بهذا بأساً، وهذا لا يشمله النهي الوارد في قوله تعالى: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل:74]. لأن معنى الآية كما ذكر المفسرون أي: لا تشبهوا بالله تعالى هذه الجمادات، لأنه واحد قادر: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]. والآية جاءت في سياق قوله تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ * فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:73-74]، أي: ويعبد هؤلاء المشركون أوثاناً لا تقدر على إنزال المطر من السماء، ولا إخراج النبات من الأرض، ولا تستطيع ذلك ولا تقدر عليه لو أرادت، فلا تمثلوا لله الأمثال، ولا تشبهوا له الأشياء، فإنه تعالى لا مثل له ولا نظير ولا شبيه: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. أي: يعلم كل الحقائق، وأنتم لا تعلمون قدر عظمة الخالق -سبحانه وتعالى-.

وبهذا يتبين لك أن الآية لا علاقة لها بما ذكرت من توكيد معنى ما، وأنه ثابت مثل ثبوت الوحدانية لله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني