الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خذ بقدر ما يكفيك دون زيادة

السؤال

أنا فتاة أعيش مع أبي وأمي وأبي يعمل في إحدى الشركات التي تتعامل مع البنوك ذات الزيادة المالية الثابتة أي الفوائد فهل هذا المال حرام وإذا هو حرام ما علي أن أفعل أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان والدك لا يباشر المعاملات الربوية التي تقوم بها الشركة ولا يعين على إتمامها، وكان الغالب على أموال الشركة الحلال، فلا مانع من العمل عندهم على ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله - وهو قول الحنفية والحنابلة وابن القاسم من المالكية.
وإن كنا نرى أن الأولى له ترك هذا العمل والبحث عن عمل غيره، ليبتعد عن الشبهات، وإذا ما كان الغالب على أموال الشركة الحرمة، فالعمل فيها مكروه عند جمهور أهل العلم، وقال بعضهم بحرمته، والراجح هو الأول، أما إذا كان الوالد يشارك في إجراء المعاملات الربوية الخاصة بالشركة، أو يقوم بها بنفسه، فلا يجوز له العمل فيها، ويجب عليه تركها، والبحث عن عمل غيره، والتوبة مما سبق فعله، وراجعي في هذا
الجواب رقم 11095
وأما بالنسبة لك أنت فحيث قلنا بحرمة عمل الوالد فمادمت غير قادرة على الكسب للعجز أو لصغر السن، وليس لديك ما تنفقين منه، فلا جناح عليك أن تأخذي من هذا المال بقدر ما يكفيك دون زيادة عليه، لأنك في حكم المضطر، والمضطر لا يجوز له أن يتجاوز حد الضرورة، وراجعي في هذا الجواب رقم 20986
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني