الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تحب القرآن وتشتاق إلى تلاوته

السؤال

عمري 25 سنة أصلي، ولكنني أتكاسل في بعض الأحيان عن أداء بعض الفروض في المسجد ـ ولله الحمد ـ أخاف الله وأستغفره كثيرا طوال اليوم
ومشكلة الصلاة أتغلب عليها كثيرا وأعود أحيانا، ولكنني ـ ولله الحمد ـ أستطيع التغلب عليها، ومشكلتي الكبيرة هي أنني لا أحب قراءة القرآن ولا أعلم لماذا؟ لم أستطع أن أختم في رمضان ختمة واحدة، لا أسمع ولا أهتم بالغناء إلا في حالات نادرة، والأغلب أنني أستمع إلى المحاضرات والتلاوات القرآنية، وأقوم الليل يوميا ـ ولله الحمد ـ وأصلي ركعتي الضحى، أحب القيام بالأعمال الخيرية كالتذكير بالاستغفار وقيام الليل وأكرر ذلك كثيرا على جهاز البلاك بيري والمنتديات يوميا، لكن مشكلتي فقط مع القرآن، أرجو توجيهي لحلها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأنت ولله الحمد على خير ـ إن شاء الله تعالى ـ ولكن عليك أن لا تتكاسل عن أداء الصلاة المفروضة مع الجماعة في المسجد لما في ذلك من مضاعفة ثوابها، وإن تكاسلت عن فعلها في المسجد فاسع في فعلها في جماعة ولو مع أهل بيتك، فإن أداءها منفردا مع القدرة على فعلها في الجماعة فيه إثم على القول المرجح عندنا.

وينبغي أن تجاهد نفسك على قراءة القرآن، وأن تجعل لك وردا منه يوميا ولو كان جزءا واحدا أو نصف جزء.. فإذا فعلت ذلك وذقت حلاوة القرآن زال عنك هذا الحاجز وأصبحت تشتاق إلى تلاوته في كل وقت.. ولعل ما يحول بينك وبين تلاوة القرآن سببه ذنب بينك وبين الله، أو بينك وبين الناس ففتش عنه وتب منه إلى الله تعالى حتى لا يظل حاجزا بينك وبين هذا الخير الكثير والأجر العظيم، فقد قال بعض العلماء: فإذا وجدت أن الأيام تمر عليك وليس لكتاب الله حظ في أيامك وساعات ليلك ونهارك، فابك على نفسك, واسأل الله عز وجل العافية، واطَّرح بين يدي الله عز وجل منيبًا مستغفرًا، فما ذلك إلا بذنب بينك وبين الله، أو الناس.

وعليك أيضا بمواصلة سماعه ففيها خير كثير، ولكن مجرد الاستماع لا يصل إلى درجة التلاوة المباشرة ولا يستغني عنها به؛ كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 15165، ورقم: 9438.

فالذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو الحذر من هجر القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في كتابه حكاية عن نبيه صلى الله عليه وسلم: وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً {الفرقان: 30}.

وذكر أهل العلم عند تفسير هذه الآية أن من أنواع هجره عدم تلاوته، وانظر الفتوى رقم: 630.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من الذين يتلونه حق تلاوته..
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني