الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة من نطق الضاد في كلمة (المغضوب) دالا أو قريبة من الدال

السؤال

لأن حرف الضاد في كلمة: المغضوب عليهم ـ في الفاتحة يقع وسط الميم، وهو مرقق، والغين مرقق، ثم الضاد مفخم، ثم الواو مرقق... يقع كثير من الأئمه في ترقيق الضاد بدون قصد لدرجة تكاد تقترب جداً من الدال، وأنا ألاحظ هذا كثيراً، فما حكم صلاتي خلفهم وأنا أحسن قراءة الفاتحة والحمد لله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان اللحن ـ الذي ذكرت أن كثيرا من الأئمة يقع فيه ـ مجرد تخيل فلا تلتفت إليه، وصلاتهم وصلاة من خلفهم صحيحة، وكذلك تصح صلاة من نطق بالضاد مرققة قريبة من الدال، وصلاة من خلفه كذلك.

وأما من أبدل ضادا بدال واضحة: فلا تصح صلاته ولا صلاة من خلفه.

واعلم أن هذا الباب قد دخله كثير من الوسوسة، ولذا حذر أهل العلم من ذلك مبينين خطر الوسوسة في مخارج الحروف، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزى: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول: الحمد الحمد, فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة, وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد: المغضوب ـ قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده, والمراد تحقيق الحرف حسب, وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة, وكل هذه الوساوس من إبليس، ثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع والتشدق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.

وننبه السائل إلى أن الضاد في كلمة: المغضوب ـ واقع بين الغين والواو، وأن الغين من حروف التفخيم، لا من حروف الترقيق، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 175973، ورقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني