الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الطيب في الطعام أو الشراب للمعتدة من وفاة

السؤال

هل يجوز للمرأة التي في فترة الحداد أن تشرب الزعفران بالشاي أو القهوه أو أن تأكله مع الأكل كنوع من البهارات؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خيرا. والرجاء التعجيل بالرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمرأة المحدة تمنع من التطيب لصحة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولكن من العلماء من قصر المنع على الاستعمال في الثوب والبدن ولم يعمموه في الأكل والشرب، وذهب آخرون إلى أن المرأة المحدة تمنع من الطيب استعمالاً في الثوب والبدن أو أكلاً أو شرباً، وهذا مذهب الشافعية.
قال الشيخ زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: وهي أي المحدة -في تحريم الطيب وأكله والدهن كالمحرم في تحريمها عليه، فيحرم عليها ما يحرم عليه.
وهم قد قرروا أن المحرم لا يجوز له تناول الطيب ما دامت بعض أوصافة باقية، كالطعم واللون والرائحة.
قال النووي رحمه الله في شرح المهذب: إذا حصل الطيب في مطبوخ أو مشروب فإن لم يبق له طعم ولا لون ولا رائحة فلا فدية في أكله، وإن بقيت رائحته وجبت الفدية بأكله عندنا، كما سبق.
وقال أبو حنيفة: لا فدية. ودليلنا أن مقصود الطيب هو الترفة باتفاق.
انتهى كلامه.
والخلاصة: أن المرأة المحدة يجوز لها شرب الطيب في المشروب وأكله في المأكول إذا لم يبق شيء من أوصافه، وأما إذا بقي من تلك الأوصاف شيء فينبغي اجتنابه خروجاً من خلاف العلماء في المسألة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني