الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن الجماعة للمرض

السؤال

أعاني من بعض المشاكل الصحية في الفخذ والركبة مما يجعل أمر الوصول للمسجد مشيا محفوفا بالسقوط فجأة، حيث تفقد الركبة أحيانا اتزانها ثم أسقط.. وأيضا أثناء الصلاة في القيام من السجود أواجه صعوبة، وأحيانا أتألم، وأيضا أثناء الجلوس من السجود، وهذا أمر وقتي، لأنني في السابق لم أكن أعاني من هذه العوارض، فهل تجوز لي الصلاة في المنزل؟ وهل تحسب لي كصلاة المسجد؟ وفي الوضوء أواجه صعوبة في غسل القدمين لذات الأسباب المذكورة، فما هو الحل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الأمر على ما ذكرت من كونك تجد مشقة في الحضور إلى المسجد بحيث تسقط أحيانا لأجل ما تعانيه من آلام في ركبتيك فإنك معذور في التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد, جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثييمين: قوله: يعذر بترك جمعة وجماعة مريض ـ هذا نوعٌ مِن الأعذارِ، والمراد به: المَرض الذي يَلحق المريضَ منه مشقَّة لو ذَهَبَ يصلِّي، وهذا هو النَّوعُ الأول، ودليله:

1ـ قول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ { التغابن: 16}.

2ـ وقوله: لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة: 286}. انتهى.

ويكتب لك ـ إن شاء الله ـ ثواب صلاة الجماعة في المسجد ما دمت قد عجزت عنها بسبب المرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. رواه البخاري وغيره.

وبخصوص غسل قدميك في الوضوء: فما دمت تقدر على غسلهما, فهو الواجب والمتعين عليك, ويجزئك صب الماء عليهما فقط من غير دلك، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 114241.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني