الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، أخبركم يا شيخ أني أحبكم في الله، وأسال الله أن يوفقكم، ويثبتكم، ويغفر لكم ولي وللمسلمين.
أسئلتي يا شيخ هي عبارة عن عدة حالات تخص موضوعا واحدا وهو الطلاق:
أرجو منك يا شيخ أن يتسع صدرك لي؛ نظراً لطول الأسئلة وكثرتها، مع العلم أني محرج منكم نظراً لتشعب الأسئلة.
الحالة الأولى:
ذات مرة كنت أتحدث مع نفسي بصوت أسمعه، وأتخيل أني أتكلم مع أم زوجتي، أو أمي، وأقول: زوجتي لا ترغب في إكمال دراستها، وقد بينت لها فوائد الدراسة ولم تقتنع، ولكن المرة الأخرى لن أتكلم معها حتى لو أطلقها، أو قلت: أنا لو أطلق ما أتكلم، أو قلت: أنا أطلق ولا أتكلم بهذا الموضوع، أو قلت: والله لو أطلق ما تكلمت بهذا الموضوع، ولا أتذكر أني قلت علي الطلاق، أو أني علقت الطلاق وعندي شك بسيط يا شيخ بأنني كنت أكلم نفسي وليس أم زوجتي، أو أمي.
ولكن عندما رأيت زوجتي ضجرت من الدراسة بدأت أكلمها بأهمية الدراسة. فهل يقع الطلاق في مثل هذه الحالة؟
علما أني كنت شاكا في الحلف، وأخرجت كفارة يمين، ولست متأكدا من قول: أرجعتك، ولكن عندي إحساس وغلبة ظن أني قلت راجعتك يا زوجتي.
الحالة الثانية: ذات مرة يا شيخ كنت قلت في نفسي: علي الطلاق، أو قلت: أنت طالق؛ لأني كنت أكثر من التفكير في الطلاق، ولا أعلم
هل تلفظت بالطلاق أو أني فقط (قلت أنت بتحريك لساني) ولم أكمل، والباقي حدث في نفسي دون الكلام به، ثم أصبحت في حيرة من أمري لا أدري هل قلتها أم لا؟ ثم بعد ذلك قلتها مرات بصوت أسمعه حتى أتأكد هل حدث بكلام أم بحديث نفس، ثم سألت نفسي: هل قلت لزوجتي أنت طالق؟ ثم قلت: لا لم أقل أنت طالق. ثم حاولت أن أتصور المشهد، وكنت أفتح فمي لكي أتأكد هل إني قلتها بصوت أم بدون صوت، ثم بدأت زوجتي تنظر إلي باستغراب، وكنت أفتح فمي قليلا لكي أتأكد فقالت: ماذا تقول؟ قلت: لا شيء؛ لأني كنت أحرك شفتي وبدون صوت، ثم ذهبت إلى السيارة ووضعت مسجلا للصوت عن طريق الآيفون بالقرب من فمي، لكي أتأكد هل كان بصوت أم لا؟ وعند تشغيل المسجل لم يتبين شيء، فأنا والله ما قلتها إلا لكي أتأكد هل كان بصوت أم فقط بتحريك اللسان دون صوت، وكان عملي هذا كله لكي أجزم هل ما حدث كان مجرد حديث نفس أم لا. فهل يقع الطلاق؟
الحالة الثالثة: هي ما يقلقني دائما: كنت ذات مرة قد أخذت على نفسي عهدا أني لا أفكر في مسائل الطلاق، ولكن سرعان ما كنت أفكر في مسألة من مسائل الطلاق، وكنت قد قرأت عبر موقعكم أنه جاء في الموسوعة الكويتية أن من قال لزوجته: أنت طالق، فقد طلقت. وكنت أقول هذه العبارة بصوت مسموع، ثم قلت متعجبا: (أنت طالق)! ثم سألت نفسي مباشرة: كم من مرة قلت لزوجتي أنت طالق؛ لأنني كنت كثيرا ما أتكلم بالطلاق، وكثيرا ما يحدث بيني وبين نفسي طلاق. قلتها يا شيخ مرة، ولم أتأكد أني قلتها مرتين قبل أن أسأل نفسي.
فهل يقع الطلاق في هذه المسألة؟
ثم بعد ذلك بدأت أضع أقدامي على نفس الخطوات التي مشيت عليها، وأعيد نفس المشهد مرتين أو أكثر، ونفس الكلام الذي قلته حتى أتأكد هل كان ما قلت فقط للتعجب أم للطلاق، ولم يتبين لي شيء. ثم بعد ذلك أحسست أني طلقت لا محالة؛ لأن الطلاق يقع باللفظ دون القصد. بعدها ذرفت عيني على ما تكلمت به، ويا ليتني لم أتكلم ولم أفكر بتلك الفتوى. وبعد أيام قلت: (راجعت زوجتي) لأني اعتبرت أنها قد طلقت.مع العلم أني أحب زوجتي وهي تحبني، ولم يوجد بيننا مشاكل والحمد لله، وأنا الآن خائف جدا من هذه الحالة.
هل يقع الطلاق في مثل هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان حالك ما ذكرت، فأنت موسوس، والموسوس لا يقع طلاقه ولو تلفظ بصريح الطلاق. واليقين بقاء العصمة ولا يزول اليقين بالشك. وراجع فتوانا رقم: 102665 ، ورقم: 96797. فوصيتنا لك - إذا أردت السلامة - أن تعرض عن هذه الوساوس تماما ولا تلتفت إليها طرفة عين، ولا تكثر من التفكير فيها أو السؤال عنها؛ لأن مثل هذا يعزز الوسواس في نفسك، فيكون أكثر صعوبة في أمر علاجه والتخلص منه. ولمعرفة كيفية علاج الوسواس نرجو أن تراجع الفتوى رقم: 3086 .

نسأل الله لنا ولك السلامة والعافية من كل سوء وبلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني