الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بهذه الكيفية إثم ومنزلق خطير

السؤال

السلام عليكمأنا تلميذ بالثانوي ولي علاقة بمدرسة سوف يكتب كتابها قريبا وهي بالنسبة لي تمثل بمثابة أختي الكبيرة ليس إلا وهي أكبر مني ب 12 عاما وعلاقتي بها حميمة فمثلا نتبادل المكالمات وأراها في الإجازة عدة مرات وعلاقتي بها غير سرية فوالدها يعلم هذه العلاقة وكذلك خطيبها وأنا سعيد لها حيث سوف يعقد قرانها بعد ايامأعلم أن السؤال شخصي للغاية ولكن أرجو الإفادة في شرعية هذه العلاقة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد حرم الله تعالى النظر إلى الأجنبية ومخالطتها إلا لضرورة من تعليم أو تطبيب ونحو هذا لما في المخالطة من الذرائع إلى الفتن، قال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].
وفي سورة الأحزاب التصريح بحرمة مخاطبة المرأة إلا من وراء الحجاب، حيث قال المولى سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِن [الأحزاب:53].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم. رواه الطبراني.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُتِبَ عَلَىَ ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزّنَى. مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ. فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النّظَرُ. وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ. وَاللّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ. وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ. وَالرّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا. وَالْقَلْبُ يَهْوَىَ وَيَتَمَنّىَ. وَيُصَدّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذّبُهُ".
وبناء على هذه الأدلة الصريحة الصحيحة تعلم أنك قد ارتكبت ذنباً تجب عليك التوبة منه، ولا يكون ذلك إلا بترك هذه العلاقة الآثمة التي تربطك بهذه المرأة، وعليك بالندم على ما سبق منها، وعقد العزم على عدم العودة إلى هذه المعصية أو غيرها من المعاصي، فإن تبت وصدقت النية في ذلك، فالله سبحانه بمنه وكرمه أخبر أنه يقبل توبة التائبين: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني