الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مصافحة من كان ممسكا ذكره بيده

السؤال

سكنت مع شاب وأنا أدرس في إقامة كان فيها هذا الشاب طوال يومه واضعاً يده في سرواله، وذكره في يديه دائماً حتى وأنا موجود عنده، فاستقذرت الفعل، ولكنه استمر طوال سكني معه، فهل يجوز السلام باليد على هذا الشاب؟ وكيف أتعامل معه؟ فقد استقذرت البيت الذي يعيش فيه، والذي أسكن معه فيه، واستقذرته وملابسه، وأخاف أن يلمسني أو أن يلمس شيئاً من أغراضي، وإن كان صحيحاً أن الذكر هو بضعة من الإنسان، ولكن الإنسان يستقذر وتأنف روحه هذه الأشياء مع ما فيه من قلة من الذوق والاحترام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في السلام والمصافحة لهذا الشاب ومسه لأغراضك حتى ولو تأكدت من كون يده مسها نجس، فإن نجاستها لا تنتقل إلى ما تلمسه إلا إذا كانت عين النجاسة باقية على اليد، أما إن كانت عين النجاسة قد زالت وبقي حكمها فقط، فإن ما يلمس اليد لا يتنجس، لأن حكم النجاسة لا ينتقل، وراجع الفتويين رقم: 27760، ورقم: 102058.

هذا، وننبه إلى ضرورة التحفظ من مساكنة أمثال هذا الشاب، فإن تأثير الرفيق على رفيقه أمر أثبته الشرع وحكم به الواقع، ولهذا نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني.
وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً للصاحب الصالح والصاحب السيء، فقال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة. متفق عليه.

وقد سبق لنا بيان أضرار ومخاطر مخالطة رفقاء السوء وبيان أثر الجليس الصالح والجليس السوء، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 69563، 76546، 24857، 34807.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني