الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرب العمال بغير حق لا يجوز

السؤال

أعمل في مكتب، وقعت مشكلة لأني عملت صوتا في الهاتف، لما اتصلت بعامل من أجل عمل لا بد أن يكتمل، وكان هناك عامل آخر يسمع العامل الذي كان على الهاتف، فبدأ بقول كلاما سافها، وساقطا لا أستطيع قوله، وفيه إساءة كبيرة لهذا العامل الذي كان يسمع. لماذا لم يقم فلان بالعمل، فذهب إليه وضربه، وأنا أشعر بالذنب. أشكركم. أفتوني. والله المعين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

السؤال غير واضح بالقدر الذي يمكن من الإجابة عنه، وعلى أية حال فلا حرج في لوم المسؤول وعتابه لمن قصر في أداء مهمته، ولكنه يتعين علاج الأمر بالأسلوب الحسن اللين أولا، وأن يبتعد عن رفع الصوت؛ لقول الله تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}.

وقال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {آل عمران:159}.

ولا يجوز لعامل من العمال أن يضرب عاملا آخر بغير حق.

وأما أنت فلا مؤاخذة عليك في تصرف العامل المذكور إن كنت لم تأمره، ولم تأذن له بذلك، وإنما يكون الإثم والمؤاخذة على من قام بالضرب. وإن كنت أسأت على العامل في خطابك معه، فعليك أن تستسمحه وتترضاه.

وإن كان الذي أجبنا عنه غير ما قصدته، فوضحي لنا الموضوع ليتسنى لنا الجواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني