الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمويل عن طريق البنوك بين الحل والحرمة

السؤال

قمت بأخذ تمويل من البنك العربي السعودي، على أنه تمويل حلال. فقمت بشراء أرض من مال التمويل. وقد استفتيت أحد العلماء المعروفين، فأفتاني بجواز ذلك. وبعد فترة قام البنك بالاتصال بي وأخبرني أنه يجوز لك إعادة التمويل. وقد استفتيت نفس الشيخ، فأجابني إني لا أفتي بالتحريم، ولكن الأفضل ألا تفعل. فقلت له: إني سآخذ التمويل لبناء بيت. فأفتاني بالجواز، مع العلم أني قرأت في بعض الفتاوى أنه لا تجوز إعادة التمويل. وبعد أخذه ندمت على ذلك، وخشيت أن أكون وقعت في الحرام، ودائما أخاطب نفسي بأن الله غضب علي، وأني أخشى عقابه عز وجل، مع العلم أني ملتزم ولله الحمد، وأصلي جميع الأوقات في المسجد، وفي بعض الأحيان أؤم الناس في الصلوات. وكذلك حافظ لكتابه عز وجل، مع العلم بأني استخرت الله عز وجل في كلا الأمرين، وفي الثاني بعدما صليت الاستخارة، وأتممت إجراءات البنك، ذهبت إلى المسجد ونمت هناك، وحلمت بأنه أتاني حمام كثير، وقمت بإمساك الكثير منه. ففسرت ذلك بمال التمويل الذي سأحصل عليه، ولكني خائف من أن أكون قد وقعت في الحرام.
فما نصيحتكم جزاكم الله خيرا وإذا كان ذلك حراما فماذا أفعل؟ مع العلم أن المبلغ الذي ترتب علي لا أستطيع سداده إلا عبر الأقساط الشهرية.
أفتوني زادكم الله علما، وجزاكم الله خيرا.
بانتظار ردكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونحن لا نعرف شيئا عن طبيعة التمويل المذكور، فلا يمكننا الحكم عليه، لكن من حيث العموم فإن التمويل له صور متعددة، يختلف حكمه باختلافها، وقد بينا ذلك في فتاوى عدة، منها الفتاوى أرقام: 127458 110410 119926.

وإذا كانت المعاملة مما اختلف فيه أهل العلم، وكنت قد استفتيت عالما ثقة، فيسعك اتباع قوله، ولا ينبغي لك أن تكثر السؤال حول مسألة استفتيت فيها من تثق بعلمه، لا سيما إذا كنت عملت بمقتضى ما أفتاك به، حتى لا تشوش على نفسك وتقع في حيرة واضطراب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني