الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد العلم والإخبار بكلمة التوحيد ليس بإيمان

السؤال

معنى كلمة أشهد. هل معناها الإقرار والاعتراف بالقلب، والنطق باللسان؟ ... أشهد أن لا إله إلا الله. هل هنا المقصود بالشهادة هو الاعتراف والإقرار بالقلب، والنطق باللسان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشهادة أن لا إله إلا الله لا تنفع صاحبها إن كانت على سبيل العلم والإخبار فحسب، فلا بد أن يجمع إلى ذلك: اعتقاد القلب المتضمن للالتزام، والإقرار، والانقياد وغير ذلك من مقتضيات الإيمان التي يعبر عنها أهل العلم بشرط لا إله إلا الله. وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتويين: 5098، 109343.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان الأوسط: جاء نفر من اليهود إلى النبي فقالوا: "نشهد إنك لرسول". ولم يكونوا مسلمين بذلك؛ لأنهم قالوا ذلك على سبيل الإخبار عما في أنفسهم أي نعلم ونجزم أنك رسول الله. "قال: فلم لا تتبعوني؟ قالوا: نخاف من يهود". فعلم أن مجرد العلم والإخبار عنه ليس بإيمان حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء المتضمن للالتزام والانقياد، مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم. فالمنافقون قالوا مخبرين كاذبين، فكانوا كفارا في الباطن، وهؤلاء قالوها غير ملتزمين ولا منقادين فكانوا كفارا في الظاهر والباطن، وكذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه كان يعلم بنبوة محمد وأنشد عنه:

ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا

لكن امتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة حبا لدين سلفه، وكراهة أن يعيره قومه. فلما لم يقترن بعلمه الباطن، الحب والانقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل، وكراهة الحق لم يكن مؤمنا. اهـ.

فمعنى أشهد هنا: أقر وأعترف ناطقا بلساني، معتقدا بقلبي، منقادا ملتزما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني