الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج على من استفتى من يثق في علمه ودينه أن يأخذ بفتواه ولا يلتفت إلى غيرها

السؤال

أنا شاب تبادلت الألفاظ مع إنسانة أحبها بوجود شاهدين أحدهما أعرفه والآخر أتى به الشاهد دون وجود شيخ وبدون معرفة الأهل والولي وحدثت خلوات بيننا لم تصل إلى حد الدخول الحقيقي محافظة عليها، ثم تلفظت بلفظ الطلاق، وطلبت مني إرجاعها بعد فترة، فلم أوافق مع العلم أننا طيلة فترة العقد كان كل منا في بيت أهله دون علم أي أحد من الأهل بما حصل، ثم تقدم لها شاب بقصد الخطوبة وخوفاً مني عليها تلفظت بيني وبين نفسي بعدة ألفاظ من الطلاق خوفاً من أن تكون على عصمتي عند الارتباط به، علماً بأنني إنسان موسوس جداً في كل أموري، ولم أعد أتذكر الفترة الزمنية التي تفصل بين لفظ الطلاق الأول والألفاظ المتكررة، وبعد أن رفضته تقدمت لأهلها بالشكل الشرعي وعقدت عليها بعقد مكتمل الأركان بما فيها موافقة الأهل والولي، والآن هي زوجتي ولي منها طفلان، حدث لفظان للطلاق في العقد الثاني وكنت في حالة شجار معها، وغضب شديد وندمت مباشرة على ما تلفظت به، وبعد 12 سنة من الزواج تذكرت ألفاظ الطلاق التي تلفظت بها عندما تقدم لها الشاب السابق ذكره، فجن جنوني، مع العلم أنني لم أعد أتذكر المدة الزمنية بين لفظ الطلاق الأول والألفاظ المتكررة في العقد الأول، وأذكر أنني في أحد خلواتي معها قلت لها إنني وسخ ووسختك معي بما يوحي أنني لم أكن مرتاحا تماماً لما يجري بيننا في العقد الأول، فذهبت واستفتيت عن حالتي عند أهل العلم المتخصصين فأفتوني جميعاً وهم يقاربون خمسة علماء في الشريعة بأن عقدي الأول باطل وفي عقدي الثاني طلقتان، فاطلعت على بعض الحالات في مركزكم فعاد الوسواس لي بعد ثلاثة أشهر من البحث والاستفتاء عند العلماء في بلدي، فماذا أفعل؟ وهل علي حرج أمام الله سبحانه وتعلى في أخذ هذه الفتاوى من بلدي وأستمر في حياتي الزوجية ورعاية أطفالي أم ماذا؟ ولكم الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطالما سألت أهل العلم الموثوق بهم فأفتوك ببطلان عقدك الأول، ووقوع طلقتين فقط، فاقنع بما أفتوك به، فإنّ من سأل من يثق في علمه ودينه من أهل الفتوى فأفتاه في مسألته كان له أن يعمل بتلك الفتوى ولا يلتفت لغيرها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 140798.

واحذر من التمادي مع الوساوس وأعرض عنها جملة وتفصيلا، فإن عواقبها وخيمة، ومن أعظم ما يعينك على التخلص من الوساوس: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 3086، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني