الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أصلي في أحد المساجد، وإمام المسجد في بعض الأحيان يقدم شخصا آخر للإمامة، وهو يلحن في بعض الآيات غير الفاتحة، مع أني أفضل منه قرآنا وتجويدا.
فهل يكون الإمام آثما في هذه الحالة؟ وهل في هذا اعتداء على حقي وماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا ينبغي للإمام أن ينيب عنه في الإمامة من يلحن في القراءة ولو في غير الفاتحة، فإن فعل فقد أخطأ، ويأثم إذا كان اللحن يحيل المعنى. وأما إذا كان لا يحيل المعنى فإنه يكون ارتكب مكروها - والمكروه لا إثم فيه – إذ إن إمامة اللحان مكروهة.

قال ابن قدامة في المغني: تُكْرَهُ إمَامَةُ اللَّحَّان، الَّذِي لَا يُحِيلُ الْمَعْنَى، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ وَتَصِحُّ صَلَاتُهُ بِمَنْ لَا يَلْحَنُ؛ لِأَنَّهُ أَتَى بِفَرْضِ الْقِرَاءَةِ، فَإِنْ أَحَالَ الْمَعْنَى فِي غَيْرِ الْفَاتِحَةِ، لَمْ يُمْنَعْ صِحَّةُ الصَّلَاةِ، وَلَا الِائْتِمَامِ بِهِ، إلَّا أَنْ يَتَعَمَّدَهُ، فَتَبْطُلَ صَلَاتُهُمَا. اهــ.
ويمكنك أن تتكلم مع ذلك الإمام برفق وحكمة، وتبين له أن الشخص الذي ينيبه يلحن في قراءته، وتثبت له ذلك. فإن استجاب فبها ونعمت، وإن لم يستجب فارفع الأمر إلى الجهة المعنية عندكم كوزارة الأوقاف حتى تلزم ذلك الإمام بأن لا ينيب عنه إلا من يحسن القراءة, ونوصيك بأن لا تحرص على الإمامة إذا وجد من يصلح لها، ويقوم بها في غيابه بدلا منك.
والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني