الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الأئمة وقراءتهم مبناها على الصحة

السؤال

منذ أن قرأت أن الصلاة لا تنعقد إن أضاف الإنسان (وكبر أو أكبار) إلى (الله) في تكبيرة الإحرام، وأنا لا أستطيع أن أدرك الجماعة في تكبيرة الإحرام، وكلما دخلت مسجدًا وكبر الإمام أظل أنصت إلى طريقة نطقه, ثم أعاني قليلًا مع وسوسة النية, وأجدني أحيانًا لا أستطيع التكبير إلا إن كبر الإمام للركوع، وأحيانا يفوتني الركوع أيضًا, مع أنني أقف في مكاني منذ إقامة الصلاة، كما أنني أظل أركز مع الإمام في كل حرف ينطقه في الفاتحة, وهل أخطأ فيها أم لا, وأنا على أهبة الاستعداد أن أخرج متى ما سمعت خطأ، ويتعبني هذا كثيرًا, فلا تدبر, ولا خشوع يحدث في صلاتي، كما أنني كثيرًا ما أشك هل نطق الإمام بطريقة صحيحة أم لا؟ وهل أثرت عليه لهجة بلاده في نطق هذا الحرف أم لا؟ فما العمل؟ أأصم أذني عن السمع؟ وإن أخطأ الإمام في تكبيرة الإحرام فهل بطلت صلاتنا نحن؟ وماذا أفعل إن كان الأمام يقرأ الضاد ظاء، أو السين شينًا، أو كان ينطق الجيم كما تنطق (g) الأجنبي بسبب لهجة بلاده، وهل أخرج من الصلاة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن ما ذكرته من الوسوسة، والاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم, وفساد لدين العبد ودنياه، ولتنظر الفتوى رقم: 51601.

وليعلم أن الأصل في صلاة المسلمين الصحة، والأصل في تكبير الأئمة وقراءتهم الصحة, وأن هذا جار على السداد، فما سألت عنه من التكلف المذموم, والتنطع في الدين، فينبغي أن يحمل أمر الأئمة على ما ذكر دون تنطع, أو وسوسة، فيترك تكلف البحث عن خطأ, والتفتيش عن خلل في النطق, ونحو ذلك، ويصلى خلف كل أحد ما لم يظهر ظهورًا جليًا إتيانه بما يمنع الائتمام به.

وقد بينا ماهية اللحن الذي تبطل به القراءة, وما سهل فيه بعض العلماء في هذا الباب من الحروف المتقاربة المخارج التي يشق التمييز بينها, وذلك في الفتوى رقم: 113626 فلتنظر للأهمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني