الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز استيفاء القصاص دون الرجوع إلى السلطة

السؤال

بعد الثورة خرج بعض المجرمين من السجون, وقام أحدهم بقتل ابن أختي بالنار في قلبه, وكان عمره 17 عامًا, وعمر الذي قتله أربعون سنة, وهو قاتل قبل ذلك, ويتاجر بالمخدرات والسلاح, ويعرف بالإجرام, وهو الآن في المحكمة, ويقول لنا: إنه لم يكن يقصد قتل ابن أختي, وأنه كان يريد أن يعطيه المسدس ليوصله إلى عمه, فخرجت الطلقة, ويقول: إن خطأه أنه نسي أن ينظف السلاح, فكان هناك طلقة في المسدس, ونحن لا نقبل القوانين الوضعية, بل نريد حكم الشرع, وهو منذ ثلاث سنوات حتى الآن تحت التحقيق, ولم يحكم عليه, وأهلي الآن يجتمعون على قتله, ولو في المحكمة, ونحن نريد أن نعرف حكم الله فيه.

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن ينزل عليكم السكينة, ويلهمكم الصبر والرضا بالقضاء، وأن يتغمد ابن أختكم برحمته, ويلحقه بالشهداء، فقد سبق في الفتوى رقم: 97739 أن المقتول ظلمًا شهيد عند بعض أهل العلم.
ونفيدك بأنه على تقدير أن المجرم قد تعمد القتل: فإنه لا يجوز استيفاء القصاص منه دون الرجوع إلى السلطة؛ وذلك لأسباب عديدة ذكرناها في الفتوى رقم: 13598.
وأما كون السلطة في بلادكم تحكم بقانون وضعي: فهذا لا يسوغ لكم استيفاء القصاص دون الرجوع إليها، بل قد يزيد هذا في أسباب المنع من ذلك, كما سبق في الفتوى المشار إليها.

ونوصيك بتوعية أهلك بذلك, ودعوتهم إلى تغليب العقل على العواطف والأهواء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني