الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التداوي من اضطراب هوية الجنس؟

السؤال

أعاني من اضطراب في هوية الجنس ـ والحمد لله على كل حال ـ وأنا راضية عن الحال، وقد اخترت جنس الأنثى هنا في هذه السؤال؛ لأن جسدي أنثى، ولكن شعوري ليس كذلك، وقد سألت الكثير من المواقع الإسلامية والنفسية على الإنترنت, والجميع أخبرني بأن أرضى بخلقة الله، وأنا أقول ألف مرة: أنا راضية ـ والحمد لله ـ وأحب نفسي وجسدي، ولكنني لا أشعر بأنني أنثى ولا ذكر، بل أشعر بأنني أنثى وذكر في ذات الوقت، وهذا الشعور لا يمكن محوه الآن في عمر 19 سنة, فقد شعرت به منذ صغري منذ أن كان عمري ثلاث سنوات، وسؤالي هو: بعد أن صبرت شهرًا كاملًا لأسألكم: هل حرام إن بقيت في هذا الاضطراب؟ مع العلم أنني لن أقوم بالحرام، فأنا - والحمد لله - لا أنظر إلى الحرام, أو المواقع الإباحية, ولا أمارس العادة, وأشكر الله على ذلك، ولا أتكلم مع رجال في حياتي, ولا مع نساء، ونظرتي للنساء هي نظرة شهوة – للأسف – فلو بقيت هكذا دون الزواج، - لأنني قررت الأمر منذ زمن - دون علاج, فهل أنا آثم؟ لا تقولوا لي بأن هذا الاضطراب غير موجود, أو تنكروا الأمر, فأنا الآن أتعذب، والله وحده معي ويصدقني؛ لأنه هو الذي يعرفني حقًّا وهو الذي ابتلاني.

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك, ويشرح صدرك, ويهديك لأرشد أمرك.

وبخصوص سؤالك عن حكم بقائك في هذا الاضطراب الذي تعانين منه، فالذي يظهر لنا ـ والله أعلم ـ أنّ هذا الاضطراب يلحق بك ضررًا بليغًا, وتترتب عليه مفاسد ظاهرة، كالميل إلى النساء، وما كان هكذا فالراجح عندنا وجوب التداوي منه بالوسائل المشروعة، وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: .. وتختلف أحكام التداوي باختلاف الأحوال والأشخاص: فيكون واجبًا على الشخص إذا كان تركه يفضي إلى تلف نفسه, أو أحد أعضائه، أو عجزه، أو كان المرض ينتقل ضرره إلى غيره، كالأمراض المعدية، ويكون مندوبًا إذا كان تركه يؤدي إلى ضعف البدن, ولا يترتب عليه ما سبق في الحالة الأولى، ويكون مباحًا إذا لم يندرج في الحالتين السابقتين.

وعليه، فالذي نراه أنه لا يجوز لك ترك التداوي من هذا الاضطراب، وعلاج هذه الأمور صار ميسورًا ـ بإذن الله ـ عند المختصين في الطب النفسي، فخذي بأسباب العلاج, وتوكلي على الله, وأحسني الظن به، وأكثري من دعائه, فإنه قريب مجيب, وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني