الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آفات كثرة الضحك، وحكم التعوذ منه

السؤال

طرحت عليكم سؤالا فأحولتوني على جواب آخر عن حكم كثرة الضحك, أما سؤالي: فكان عن حكم قول: الله يكفينا شر الضحك، أو اللهم اجعل هذا الضحك خيرا, والسؤال الكامل هو: بعضهم إذا أكثر من الضحك قال: اللهم اكفنا شر هذا الضحك، أو قال اللهم اجعله خيرا, فمنهم من قال إن هذا الاعتقاد باطل، ومنهم من قال إنه لا حرج فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن كثرة الضحك تميت القلب, فاحتجوا أن موت القلب من الشر لذلك لا بأس أن يقول: اللهم اجعله خيرا، أو اللهم اكفني شر هذا الضحك, فما قولكم بارك الله فيكم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن هذا الدعاء لا بأس به إذا كان المقصود منه الاستعاذة من شر ما تجلبه كثرة الضحك على صاحبها من الضرر، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الضحك بقوله صلى الله عليه وسلم: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه. رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني.

وقال الغزالي ـ رحمه الله ـ في كتابه إحياء علوم الدين: كثرة الضحك تميت القلب وتورث الضغينة في بعض الأحوال وتسقط المهابة والوقار... ثم قال: الضحك يدل على الغفلة عن الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً. انتهى.

فإذا استعاذ الشخص من كثرة الضحك على هذا الوجه فالظاهر جواز ذلك، لأنه استعاذة من إماتة القلب وما ذكر معها في الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني