الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تقارن من وقعت في الحرام مكرهة ومن فعلته راضية

السؤال

لماذا لا أحد يهتم بما يحدث في بنات الجزائر من خطف واغتصاب ثم رمي إلى الشوارع لتصبح إحدى الساقطات ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من حق المسلم على المسلم أن يهتم به، وأن يحزن لما أصابه، وأن يبذل ما في استطاعته لنصرته وحمايته، وهذا هو الولاء الذي جعله الله بين المؤمنين، كما قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71].
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. رواه مسلم.
وما ذكرت عن خطف واغتصاب بعض المؤمنات في الجزائر، أمر يحزن القلب، ويؤلم النفس، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ نساء المسلمين في كل مكان، وأن يقيهن الفتن والشرور، وأن يكفَّ بأس المجرمين، وأن يسلط على هؤلاء المغتصبين ما يشغلهم في أنفسهم وأموالهم، إنه عزيز حكيم .
ومن ابتليت بشيء من هذا العمل الشنيع الفظيع، فلتصبر ولتحتسب، ولتعلم أنه لا إثم عليها ما دامت مكرهة على ذلك، وعليها أن تحذر من استدراج الشيطان لها لتصبح من الفاسقات بحجة أن عرضها قد انتهك، فإن هذا لن يرفع عنها الإثم في الدنيا، ولن ينجيها من عذاب الآخرة .
فلا مقارنة بين من وقعت في الحرام تحت الإكراه، ومن فعلته طائعة راضية، فإن الزنا من أقبح الجرائم، ولهذا كان عقوبة فاعله الجلد مائة جلدة إن كان عزبًا، أو الرمي بالحجارة حتى الموت إن كان محصناً..
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني