الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف عيسى عليه السلام في الأحاديث النبوية

السؤال

ما هي صفات سيدنا عيسى الشكلية؟ ومن هو الرجل الذي في الصور التي عند النصارى، ويقولون إنها لسيدنا عيسى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصفات الشكلية لعيسى عليه السلام، غيب لا نعلم عنه إلا ما أعلمنا الوحي، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم عيسى عليه السلام في عدة أحاديث فمنها:

حديث أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أسري به: لقيت موسى عليه السلام. فنعته، قال: رجل - قال: حسبته قال - مضطرب، رجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة. قال: ولقيت عيسى عليه السلام. فنعته صلى الله عليه وسلم، فقال: ربعة أحمر، كأنه أخرج من ديماس " - يعني حماما -،....."رواه البخاري ومسلم.

قال النووي: قال أهل اللغة هو الرجل بين الرجلين في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير.

وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت عيسى، وموسى، وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعد، عريض الصدر ،.."رواه البخاري.

قال الهروي: الجعد في صفات الرجال يكون مدحا، ويكون ذما. فإذا كان ذما فله معنيان أحدهما القصير المتردد، والآخر البخيل. يقال رجل اليدين، وجعد الأصابع أي بخيل. وإذا كان مدحا فله أيضا معنيان: أحدهما أن يكون معناه شديد الخلق، والآخر يكون شعره جعدا غير سبط، فيكون مدحا؛ لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم. اهـ

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط ، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب، جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي..."رواه مسلم.

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أَرَانِي فِي الْمَنَامِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلاً آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا تَرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ قَدْ رُجِّلَتْ، وَلِمَّتُهُ تَقْطُرُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، رَجِلَ الشَّعَرِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ،...".

قال محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه على مسلم: الأدم جمع آدم كسمر، وأسمر وزنا. معنى (له لمة) وجمعها لمم، كقربة وقرب. قال الجوهري: ويجمع على لمام، وهو الشعر المتدلي الذي جاوز شحمة الأذنين، فإذا بلغ المنكبين فهو جمة (قد رجلها) معناه سرحها بمشط مع ماء أو غيره (فهي تقطر ماء) قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون على ظاهره أي يقطر بالماء الذي رجلها به لقرب ترجيله، وإلى هذا نحا القاضي الباجي. قال القاضي عياض: ومعناه عندي أن يكون ذلك عبارة عن نضارته وحسنه، واستعارة لجماله (على عواتق رجلين) جمع عاتق. قال أهل اللغة: هو ما بين المنكب والعنق. وفيه لغتان التذكير والتأنيث، والتذكير أفصح وأشهر. اهـ

وفي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم :.. ورأيت عيسى رجلا مربوعا، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس..

ويؤخذ من مجموع الأحاديث عدة صفات:

-مربوع القامة-أي ليس بالطويل ولا بالقصير.
- لون بشرته تميل إلى الحمرة.
- عريض الصدر.
- سبط الشعر- أي مسترسل الشعر- كأن رأسه يقطر ولم يصبه بلل.
- أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه.

والنصارى يفترون، ويكذبون، ولا ندري كيف ادعوا عليه هذه الصورة، وقد ابتدعوا ما هو أقبح، فصوروا ما زعموا أنه مريم عليها السلام متبرجة.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 230365.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني