الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج المحتل لضعف بنية الذرية...رؤية شرعية طبية

السؤال

السلام عليكم شيخنا الفاضل....أود أن أسأل فضيلتكم عن حكم زواجي من هذه المرأة....أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عاما خطبت ابنة خالتي منذ 5 سنوات ولكن اكتشفت الآن بأني حامل لمرض فقر الدم وخطيبتي حاملة لنفس المرض ... يعني احتمال إصابة أطفالنا بمرض فقر الدم 25% ((أنا أقول في نفسي هذا احتمال يعني أن الأمر بيد الله تعالى ))... فما قول فضيلتكم في هذا الشيء هل أتزوجها وأتوكل على الله مع العلم بأني أحببت أخلاقها والبيئة التي تربت فيها ولا أقدر على مفارقتها ...أرجوكم أفيدوني جزاكم الله ألف خير........

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحفاظ على النسل أحد الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بالحفاظ عليها، ومن أجلها حرم أشياء وأوجب أشياء وشرع أشياء، فحرم الزنا، وأوجب على الزانيين الرجم أو الجلد بحسب حال الزاني، وشرع الزواج بصورته المعروفة في الإسلام، فإذا علم المسلم أن شيئاً ما سيضر نسله كان من الواجب عليه أن يبتعد عنه ليحمي نفسه ونسله منه، فالوقاية خير من العلاج، فإذا كان المرض الذي تحمله أنت وابنة خالتك وراثياً ونقله إلى الأبناء محتمل فالأفضل لك أن تبتعد عنها لاحتمال إصابة أبنائك به، بعداً عن أسباب الضرر ومظان المرض، أما إذا كان انتقال المرض مؤكداً بشهادة الأطباء الثقات مثل أنيميا "السلاسيميا" مثلاً، والتي تزداد نسبة انتقالها وتنقص بحسب حال الأجداد تجاهها، فيجب في هذه الحالة العدول عن مثل هذا الزواج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. ولأن الإسلام حث على الاهتمام بقوة الأبدان، والسعي في زيادتها نفعاً للأمة، وسعياً وراء رقيها.
والقدوم على إيجاد نسل مع التيقن أو غلبة الظن بضعفه مناف لذلك، وفيه اعتداء على هؤلاء الأبناء الذين اختار لهم أبوهم ذلك، ولا يتنافى هذا مع قدر الله، لأن الأخذ بأسباب السلامة من قدر الله تعالى، والإيمان بالقدر لا يتنافى مع أخذ المرء بأسباب السلامة، والخلو من الأدواء، ونسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني