الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤجر المرء على وقت قضاء الحاجة

السؤال

أقضي وقتا طويلا لقضاء الحاجة قد يصل إلى نصف ساعة انتظارا لتوقف قطرات البول ـ فهل يعتبر هذا الوقت عبادة آخذ عليها حسنات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعافيك مما تجد، واعلم أن المرء يؤجر على الوسائل المشروعة التي يعملها من أجل تحقيق طاعة الله تعالى، وإن كانت في ذاتها ليست بعبادات، إلا أنها لما كانت وسائل لتحقيق الطاعة كانت مأجورا عليها، قال الله تعالى عن المجاهدين في سبيله: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {التوبة:120}.

قال الفخر الرازي: دلت هذه الآية على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيته وحركته وسكونه كلها حسنات مكتوبة عند الله، وكذا القول في طرف المعصية، فما أعظم بركة الطاعة، وما أعظم شؤم المعصية.

فعلى ذلك، وحيث إن الاستبراء من البول واجب شرعا، فإن تعين عليك الانتظار في الخلاء لإتمام ذلك، فنرجو لك الأجر عليه ـ إن شاء الله ـ أما إن كان انتظارك بسبب الوسوسة، فحينئذ يكون الأجر في مجاهدتها لا في الاسترسال معها، وانظر الفتوى رقم: 74523.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني