الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخارة في ترك الحرام

السؤال

السؤال هو: صليت صلاة الاستخارة لله عز وجل في موضوع الاستمناء ـ العادة السرية ـ وبعدها نمت وحلمت أنني أنكح امرأة أو اثنتين في الشارع ولم ينزل المني بعد ما استيقظت، لأنني لا أستطيع أن أحبس المني، ولم أتزوج بعد، ولا ينفع معي الصوم، ولا الصبر ينفعني أبدا، فأنا أستمني من فترة إلى أخرى، فهل الله تقبل صلاة الاستخارة وأمرني أن أستمني إذا اشتد علي الحال أم لا؟ وهل العادة السرية من محارم الله؟ وهل الرسول صلى الله عليه وسلم حرمها؟ وهل ذكر في القرآن الاستمناء؟ ولماذا تحلل بعض المذاهب الاستمناء وبعض المذاهب تحرمه؟. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستخارة لا تشرع فيما يجب تركه، فقد جاء في الموسوعة الفقهية: الاستخارة لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه، وإنما تكون في المندوبات والمباحات، والاستخارة في المندوب لا تكون في أصله لأنه مطلوب، وإنما تكون عند التعارض أي إذا تعارض عنده أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه، أما المباح فيستخار في أصله. اهـ.

واما العادة السرية: فهي محرمة عند جمهور أهل العلم، كما قدمنا في الفتوى رقم: 7170.

وأما ما رأيت في المنام: فلا يفيد إباحة الاستمناء، والرؤى والأحلام لا يؤخذ منها شيء، وننصحك بالبدار بالزواج واحمل نفسك على الصبر عن اقتراف المحرمات، وبذلك يعينك الله ويعفك، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:33}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني