الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث : عليكم بأبوال الإبل وألبانها

السؤال

أرجو التأكد من مدى صحة هذا الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بأبوال الإبل وألبانها، فإن فيها شفاء للذربة بطونهم، أي المنتفخة عن الفساد بطونهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني، ومسند الحارث، والطب لأبي نعيم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم. وذكر الحافظ أنه رواه ابن المنذر، وفي إسناد الحديث ابن لهيعة، وفيه كلام، ولكن للحديث شواهد قد يحسن بها:

الأول: ما رواه البخاري ومسلم عن أنس في قصة العرنيين، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم حثهم على شرب أبوال الإبل وألبانها لما اشتكوا واجتووا المدينة، وفي رواية لمسلم أنهم قالوا: يا رسول الله، إنا اجتوينا المدينة، فعظمت بطوننا، وارتهشت أعضاؤنا... وعند النسائي: فاجتووا المدينة حتى اصفرت ألوانهم وعظمت بطونهم...

والثاني: ما رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب عن صهيب الخير مرفوعاً: عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها. وفي إسناده دفاع بن دغفل وعبد الحميد بن صيفي ضعيفان، ولكنه في الشواهد. وبشواهده حسنه الشيخ الأرناؤوط.

أما الشيخ الألباني فقد قال عنه في الضعيفة "ضعيف جداً" وفيه علتان: الأولى: حنش، واسمه الحسين بن قيس وهو متروك كما قال الحافظ في التعريف، والأخرى: ابن لهيعة وهو ضعيف. اهـ.

وفي كلام الشيخ الألباني نظر، حيث إن رواية أحمد فيها التصريح بأن حنش هذا هو حنش بن عبد الله، وهو الصنعاني، وهو ثقة كما في التقريب، وليس هو الحسين بن قيس كما ظن الشيخ.

ولمزيد فائدة حول معنى الحديث راجع الفتوى: 12472.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني