الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز استخدام الانستقرام للدعاية النافعة والمفيدة

السؤال

لدي سؤال عن أمر يسيطر علي وقد يمنعني من فعل بعض الأمور أو التردد في فعلها: قررت الانضمام إلى ناد للقراءة للفتيات نلتقي يوما من كل شهر في مكان نسائي ونتناقش عن الكتاب الذي تمت قراءته بعد آخر لقاء، ثم نقوم بالتصويت للكتاب الذي سنقرؤه في هذا الشهر رغبة منا في إثراء معلوماتنا وتشجيع بعضنا، ثم خطرت ببالي فكرة الإعلان عن هذا النادي لجلب أكبر عدد من محبات القراءة وتشجيع غيرهن علما بأن مواقع التواصل الاجتماعي من أسهل وأسرع الطرق للإعلان، وقررت أن أستخدم موقع: الانستقرام ـ كوسيلة لوضع أنشطة النادي وتصوير الكتب، ثم ما أن ازداد حماسي بالفكرة حتى بدأت أتردد.. فيما إذا كان بعض الفتيات لا يملكن حسابا في الانستقرام وسمعن أننا ننزل فعالياتنا عليه وفتحن حسابات لهن وبدأن بالدخول على حسابات غير لائقة لأشخاص من مختلف أنحاء العالم؟ وماذا إن كانت فكرتي سببا في تحمل وزرهن؟ وغيره من التساؤلات التي لا تجعلني أقوم بهذا العمل، أتمنى أن تفيدوني، فهل باستخدامي الصحيح ـ بإذن الله ـ لمواقع تحتوي على الخير والشر أتحمل فيه وزر من لم تكن تعلم به أو من شجعتها على التعرف عليه واستخدمته بشكل سيئ؟ وهل إن قمت بوضع صورة لكتاب الشهر الذي قد يكون رواية أو قد يحتوي على جمل تخالف الشرع لا سيما الكتب المترجمة، وقام البعض عن طريق هذا الحساب بالتعرف على الكتاب وقراءة ما فيه في حال احتوائه على أفكار غير صحيحة يكون علي إثم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذا الظن أو الاحتمال لا يمنع استخدام تطبيق الانستقرام للدعاية لما هو نافع ومفيد، لأن الأصل هو الإباحة، ولأن العبرة بالغالب، ولأن هذه المفسدة المحتملة لا تتوقف على استعمالكن لهذا التطبيق، بل يمكن حصولها بدونه، وراجعي الفتوى رقم: 132017.

وأما اختيار كتاب يحتوي على مخالفات شرعية في مضمونه أو أفكاره، فلا يجوز، لما في ذلك من الإعانة على الإثم والتسبب في الشر، وقد قال الله سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ {يس: 12}.

قال ابن كثير: أي نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا ـ رواه مسلم. اهـ.

وقال ابن حجر في فتح الباري: من سن شيئا كتب له أو عليه، وهو أصل في أن المعونة على ما لا يحل حرام، وقد أخرج مسلم من حديث جرير: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ـ وهو محمول على من لم يتب من ذلك الذنب. اهـ.

وراجعي الفتوى رقم: 102248.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني