الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول طعام مستخرج من عظام الحيوانات

السؤال

أنا مقيم في بلد كافر، سؤالي هو: هل يجوز أكل ما يحتوي على "مونو دغليسيرد"؟
هي مادة غير موجودة في الطبيعة (على خلاف الجيلاتين)، تستخرج من عظام الحيوانات، بعد تحولات عدة؟
http://en.wikipedia.org/wiki/Mono_and_diglycerides
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه المادة تستخرج من عظام حيوان مأكول قد ذُكي الذكاة الشرعية فيباح استعمالها وتناولها. وأما إذا كانت من عظام حيوان غير مأكول، أو حيوان نجس، أو ميتة؛ فإنه لا يجوز استعمالها ولا تناولها.
غير أن كثيرا من أهل العلم يرون أن هذه المواد تصير حلالا إذا استحالت عن حقيقتها إلى حقيقة أخرى بالمعالجة أو غيرها، وهو مذهب الحنفية، والظاهرية، والمالكية في المشهور، وقالوا: إن الشرع رتب وصف النجاسة على حقيقة، والحقيقة تنتفي بانتفاء بعض أجزاء مفهومها، فكيف إذا انتفت أجزاؤها بالكلية، وصوب هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، بل قال شيخ الإسلام: هَذِهِ الْأَعْيَانَ لَمْ تَتَنَاوَلُهَا نُصُوصُ التَّحْرِيمِ لَا لَفْظًا، وَلَا مَعْنًى، فَلَيْسَتْ مُحَرَّمَةً وَلَا فِي مَعْنَى الْمُحَرَّمِ، فَلَا وَجْهَ لِتَحْرِيمِهَا، بَلْ تَتَنَاوَلُهَا نُصُوصُ الْحِلِّ، فَإِنَّهَا مِنْ الطَّيِّبَاتِ، وَهِيَ أَيْضًا فِي مَعْنَى مَا اُتُّفِقَ عَلَى حِلِّهِ، فَالنَّصُّ وَالْقِيَاسُ يَقْتَضِي تَحْلِيلَهَا. انتهى.
فالحاصل أن هذه المادة إن كانت مشتقة من عظام اللحوم المباحة -حسب التفصيل الذي بيناه- فجائز تناولها، ولا شبهة فيه حينئذ، وكذلك يجوز تناولها إذا كانت مشتقة من عظام لحوم غير مباحة، ولكنها استحالت عن أصلها استحالة تامة, وما سوى ذلك فحرام تناوله.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 120466، 117865.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني