الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم الزنا سواء مع كافر أو مسلم

السؤال

ما عقاب الزانية مع غير مسلم وكيف تكون التوبة وهل تقبل التوبة؟أرجو السرعة في الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالله تعالى حرم الزنا وعده من جملة الذنوب التي قرنها بالشرك به سبحانه، حيث قال: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) [الفرقان:68]. فتوعد سبحانه الزاني ومن ذكر معه بالعذاب الأليم والمضاعف الذي لا ينقطع ما دام مصراً على تلك المعاصي، إلا أنه من فضل الله ورحمته ولطفه بعباده أنه فتح لهم باب التوبة والإنابة إليه، ووعدهم على ذلك إن أخلصوا التوبة أن يقبلها منهم، ويمحو عنهم ما اقترفوا من سيئات، ويبدلها لهم حسنات.. قال سبحانه: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
وقال سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
وعليه، فعلى هذه المرأة المسؤول عنها أن تتوجه إلى الله بتوبة نصوح، وتكثر من الاستغفار والطاعات، وتغير من صحبتها وبيئتها إذا كان فيهما ما يشدها إلى المعصية، ويشجعها عليها، وتستبدلها بصحبة صالحة، وبيئة طيبة حتى تلقى الله وهي مستقيمة على ما يرضيه.
ويجب التنبه إلى أن الزنى محرم مع الكافر ومع المسلم، فحكمه فيهما سواء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني