الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكليف في عرصات القيامة قبل دخول الجنة أو النار

السؤال

ما هو الدليل الشرعي على عدم وجود عبادة ما بعد الموت؟ وجزاكم الله كل خير عنا وعن جميع المسلمين كل الخير ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمشهور عند أهل العلم أن الآخرة دار جزاء، وليست بدار عمل ولا ابتلاء، لكن هذا لا يعني انقطاع العبادة فيها، فإن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد فيها، كما روى مسلم عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون. قالوا: فما بال الطعام؟ قال: جشاء، ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس.
وكذلك ما جاء في الصحيحين من سجود المؤمنين لربهم في عرصات القيامة، بل التكليف والامتحان يقع شيء منه بعد الموت.
قال ابن كثير رحمه الله معلقاً على قول ابن عبد البر رحمه الله: لأن الآخرة دار جزاء وليست دار عمل ولا ابتلاء. وذلك رداً على من قال بامتحان أهل الفترة، قال ابن كثير: وأما قوله إن الدار الآخرة دار جزاء، فلا شك أنها دار جزاء، ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو النار، كما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة من امتحان الأطفال، وقد قال تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ [القلم:42].
وقد ثبت في الصحاح وغيرها أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة، وأن المنافق لا يستطيع ذلك، ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقاً واحداً كلما أراد السجود خر لقفاه...
انتهى
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني