الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هناك أمور مفيدة أكثر من السياحة المجردة

السؤال

هل يجوز السفر للسياحة حيث إنني أحب السفر والاطلاع على ما يوجد عند الغير وذلك بدون الدخول في المحرمات بجميع اشكالها أفيدونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أيها الأخ الكريم أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه ما فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟" كما في الترمذي.
وعليه فيجب على من يؤمن بأنه صائر إلى هذا الموقف وتلك المساءلة أن يعد جواباً مقبولاً عند الله تعالى على كل لحظة أفناها من عمره فيم أفناها ؟ وعلى كل ما وهبه الله إياه من علم ماذا عمل فيه؟ وفيم سخره؟ وعلى ما وهبه من المال من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعلى ما أودعه الله تعالى في جسمه من الصحة والطاقة فيم أبلى كل ذلك؟ ولا شك أن السياحة بمفهومها الحالي لا تخلو في الغالب من اشتمال على محاذير شرعية لا يجوز الإقدام عليها. كما أن ما ينفق فيها من الأموال الطائلة على التذاكر والفنادق ودخول المناطق السياحية وما يهدر فيها من الطاقات ويضيع فيها من الأوقات يصعب أن يبرر كله شرعاً ، هذا بالإضافة إلى ما يكون في أماكن السياحة ـ غالباً ـ من عري ومجاهرة بالفحشاء والعربدة وقد نص أهل العلم على أن سفر المرء إلى مكان يرى فيه المنكر ولا يقدر على تغييره أو يخاف من الوقوع فيه ـ محرم إلا لضرورة ملجئة، وعلى كل فلو قدر وجود سياحة خالية من الاشتمال على المحاذير الشرعية الآنفة فإننا ننصحك بما هو أنفع لك ولأمتك منها، وأسلم لك من أن تحوم حولك مواطن الشبهات، وهو أن تتعاون مع بعض إخوانك من طلبة العلم والدعاة وتذهبوا في رحلة تدعون فيها إلى الله تعالى على بصيرة، وتعلمون الناس العقيدة الصحيحة، وتبصرونهم في أمور دينهم وتطعمون الفقراء الجائعين وتكسون العراة المساكين، وتغيثون المنكوبين إلى غير ذلك من أعمال البر والخير الكثيرة، والتي تحتاجكم أمتكم فيها أشد الحاجة وأمسها.
وبهذا تنال الأجر العظيم والثواب الجزيل عند الله تعالى بقدر حسن قصدك واخلاصك لله تعالى ويحصل لك أيضاً ما تريد من الفرجة والأنس والاطلاع على عجائب خلق الله في العباد والبلاد. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني