الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من زوجها الذي يشاهد المحرمات

السؤال

فتاة ملتزمة دينيا، تزوجت شخصا يشاهد التلفاز والمحرمات، وهي لاتشاهد التلفاز ولا تسمع الأغاني. ماذا تفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الأخت تستحق أن تشكر على استقامتها على دينها، واجتنابها المحرمات، فجزاها الله خيرا، ونسأله تعالى أن يثبتها على الحق، وأن يزيدها هدى، وتقى، وصلاحا، وأن يوفقها إلى إصلاح زوجها، ويقر به عينها.

وهنالك عدة توصيات نشير بها لهذه الأخت:

الأولى: الصبر على زوجها، فالصبر له عواقبه الحسنة في الدنيا والآخرة، كما بينا في الفتوى رقم: 18103.

الثانية: الدعاء لزوجها بالتوبة والهداية، فالأمر لله من قبل ومن بعد، وهو الذي بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء. وهو تبارك وتعالى قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة؛ قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، فلتحسن الظن به، فما خاب من رجاه، وتعلق به قلبه. ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 119608 ففيها بيان آداب الدعاء وشروطه.

الثالثة: نصحه، وتذكيره، وتخويفه بالله تعالى، ولتتحر الرفق واللين، والحكمة، والموعظة الحسنة. ولا بأس بأن تجعل النصح بطريق غير مباشر، أو تسنده إلى آخر من الفضلاء ممن ترجو أن ينتفع بنصحه، ويتحقق عن طريقه المقصود.

الرابعة: إذا لم ينتفع بالنصح، واستمر على معاصيه، وخشيت على نفسها ضررا ببقائها في عصمته، كان لها الحق في طلب الطلاق، فكل من فسق الزوج، وتضرر المرأة من زوجها، من مسوغات طلبها الطلاق، كما هو مبين في الفتوى رقم: 37112.

وننبه في الختام إلى التأني في البدايات لتستقيم النهايات، نعني حسن الاختيار في الزواج، وذلك بتحري صاحب الدين والخلق، والذي حثت عليه السنة الصحيحة، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه فزوجوه . إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني