الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيارة قبره عليه الصلاة والسلام بين الشرعية والبدعية

السؤال

أرجو منكم مساعدتي بالحصول على إجابة لهذا السؤال لأنه موضع خلاف لدينا الرأي الأول: يقول إن قصد زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لا تجوز واستدل بالحديث: (( لا تجعلوا قبري وثنا...)). الرأي الثاني: يقول إنه جائز واستدل بالحديث:(( من زار قبري وجبت له شفاعتي)) أرجو أن نعرف هل هذا الحديث صحيح أم لا. وكان أصل الخلاف عندما قرأنا الحديث:( لا تشد الرحال...)أرجو مساعدتي وجزاكم الله كل خير....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأولاً: لا يصح حديث في فضل زيارة قبره صلى الله عليه وسلم أبدًا، والحديث: " من زار قبري وجبت له شفاعتي. " لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الحديث المذكور فقال: ( فهو ضعيف، وليس في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم حديث حسن ولا صحيح، ولا روى أهل السنن المعروفة كسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه والترمذي، ولا أهل المسانيد المعروفة كمسند أحمد ونحوه، ولا أهل المصنفات كموطأ مالك وغيره في ذلك شيئًا، بل عامة ما يروى في ذلك أحاديث مكذوبة موضوعة. ) ا.هـ.
وهذا الحديث رواه الدار قطني والبزار في مسنده، ومداره على عبد الله بن عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف.
وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة لمن مر به أو كان بمسجده أو وصل المدينة، لكن الذي لا يجوز هو السفر لأجل زيارة القبر، إذ لا يجوز شد الرحال لقصد مكان إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى.
والسفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلها مخالف للسنة ولإجماع الأئمة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
وأما حديث: " اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. " فهو حديث ثابت رواه مالك في الموطأ وغيره، وهناك أحاديث كثيرة صحيحة بمعناه. وهو دليل على حرمة قصد قبره للعبادة والصلاة والدعاء عنده والاستغاثة به كما يفعله اليوم كثير من الجهال، فليحذر المسلم من ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني